بالتسلسل الزمني.. الإنهيار الاقتصادي يسبق نظيره السياسي، وكلاهما يسير على جنبات الخطر، فحكومة تصريف الأعمال المفعلة رئاسيا تشرع بدءا من الغد بتصريف الدعم وترشيده في اجتماعات يحضرها الوزراء المختصون بالمواد الأساسية، وبمشاركة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة أو من ينوب عنه من المجلس المركزي
ووفقا للمعلومات فإن اجتماع الغد هو إستطلاعي أولي، سيطلب إلى الوزراء تقديم إقتراحاتهم في شأن المواد الواجب دعمها وتلك التي يمكن أن تخضع للترشيد، أو يرفع عنها الدعم، لكن ما هو غير واضح إلى اليوم هو الشق الأبرز المتعلق بالجهة التي ستدعم الدعم.. فمن سيمول؟ تلك هي المسألة.
وفي السلع الحكومية، فإن التأليف غير مدعوم حتى اللحظة ولا هو خاضع للترشيد مع حكم فقد رشده، الثابت فقط أن الرئيس المكلف سيبقى مكلفا مؤبدا.. وأنه يعتزم زيارة قصر بعبدا غدا بعد طول غياب.. ومن غير المؤكد ما إذا كان سيحمل معه تشكيلة الثمانية عشر وزيرا، لكن سيتاح للرئيس سعد الحريري أن ينطلق من بيان رئاسة الجمهورية ليل أمس، ردا على ما أوردته الجديد.
وما دامت بعبدا نفت عنها الإتهامات بالعرقلة في تأليف الحكومة، ستكون قد “حلت”، ما يخول الحريري طرح تشكيلته “إذا مش بكرا البعدو أكيد” ولن يضطر الرئيس المكلف أن يردد يوما “أنا صار لازم ودعكن” غير أن العرقلة إذا ما بقيت على حالها سوف تحتم عليه الخروج إلى الناس لإجراء تدقيق سياسي جنائي يجرم المعرقلين.
والرسوم البيانية للمعطلين ما زالت تعطي صورة عن كل من بعبدا والتيار.. لكن التكذيب الصادر عن القصر ليلا، ربما كان فرصة للحريري ليقدم تشكيلته بناء على حسن النيات، إن لم نقل “فليرمها في وجه الرئاسة” وعندها يخرج الرئيس المكلف شاهرا لائحته وأسماءه، وإذا كانوا من الخبراء وأهل الاختصاص والخارجين عن سلطة الأحزاب، فإنه سيحظى بثقة شعب خابت آماله من سلطة ماسخة، وهي السلطة التي ظنت أن الثورة ذابت وإذ بنتائجها تطفو على السطوح الجامعية وفي النقابات، ولاحقا في انتخابات نيابية قادمة، ما لم ينبت “عفريت” تشريعي من صنع الرئيس نبيه بري.
ولن يضيع حق إذا كانت وراءه مطالب.. فكيف إذا كان طالب.. أو نقابي.. أو متحرر من قيود حزبية سياسية لا تزال حتى اليوم تبيع قضاياها على حساب بقاء الناس، وكفانا حروب إلغاء بإسم اللبنانيين والمسيحيين وعلى ثمن يوازي تعطيل الحكومة وانهيار وطن، من أجل العائلة وهي العائلة نفسها التي تتهم بعضها البعض اليوم، ولا تتردد في كيل الاتهامات من النسيج الواحد.
الإتهامات أصبحت داخلية.. فيما الرئيس ميشال عون يطلق العنان لجيش المستشارين والمصادر الرئاسية والأفلاطونيين، تنطق باسمه في الرد على وسيلة إعلامية، وتقول المصادر العليمة والمطلعة والمراقبة، إن رئيس الجمهورية كان في سبات عميق على توقيت صدور البيان الرد .. لكنه في الوقت نفسه أعطى صلاحياته الرئاسية أثناء النوم، الى حراس سياسيين ودستوريين.
ولفخامة الرئيس .. فإن شعبكم أصبح اليوم عظيما وبإمكانه التوصل الى نتائج باتت ملموسة في أن حكمكم لم يشهد إلا على تراكم الكوارث والويلات، وتغذية الفساد ودعم الفاسدين.
وبناء على ما تقدم .. فليوعز رئيس الجمهورية الى كتبة القصر، بإصدار بيان الرد الثاني، ونعدكم بالمزيد، حتى نهاية العهد.