IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 24/12/2020

اهتز الكرسي الرسولي، وكرسي بعبدا لا يزال يتأرجح قاب سقوط أو أدنى ويرسم زياحا أمنيا سياسيا بين عدلية وداخلية ولد المسيح هلولويا فيما الحكومة مصلوبة على أيادي تجار الهيكل السياسي ودعاة تمثيل رعية يسوع على الارض لكن بعضهم لا يعرف الله ولا يرحم الرعية، يزعم الحفاظ على الحقوق واتباع تعاليم الرب فيما باطنه يفوق يهوذا الإسخريوطي. وفي ليلة ميلاد المخلص .. لا الكرسي الرسولي هز ضمائرهم ولا رسالة راعي الأبرشية فتحت أسوار القصر وخلفها توارى رئيس الجمهورية فهو لن يشارك في قداس الميلاد متحسبا من كورونا وأخواتها ومسجلا سابقة في زمن الجوائح. اختار نزيل بعبدا وشركاؤه التباعد عن سيد بكركي غداة الطعنات التي وجهها مستشارون من سلالة وصفها المستقبل بالوطاويط وهولاء انقلبوا على مبادرة الراعي للخروج من الأزمة الحكومية ومن خلف تلك الطعنات نصبوا فخ السقوط في حفرة تفاؤل وقع فيها الرئيس المكلف سعد الحريري.

وعلى موت البلاد البطيء يطل عيد الميلاد وفي العيد يتنفس اللبنانيون من رئة مسؤولين عاثوا خرابا في بلد قال عنه بابا روما في رسالته اليوم إنه ذكر في الكتاب المقدس مرات عديدة وفي الرسالة استعاد البابا فرنسيس البطريرك الياس الحويك ليقول أنتم يا نواب الشعب الذين تعيشون نيابة عن الشعب أنتم ملزمون أن تسعوا وراء المصلحة العامة وقتكم ليس مكرسا لمصالحكم وشغلكم ليس لكم بل للدولة وللوطن الذي تمثلون. في الرسالة طالب البابا المجتمع الدولي بمساعدة لبنان على البقاء خارج الصراعات والتوترات الإقليمية وعلى الخروج من الأزمة الحادة وعلى التعافي. وعد البابا اللبنانيين بزيارة محبة فهل يبقى من يخبر البابا بما فعل السفهاء من السياسيين. وبإسناد من حاضرة الفاتيكان رفع البطريرك الراعي سقف العظة السياسية وفي رسالة الميلاد صرخة من قلب مدينة فجر مرفأها ونصف عاصمتها مدمر وقلوب أهالي ضحاياها باتت مغارة أحزان ومع كل ذلك ليس عندنا حكومة من دون أي مبرر سوى النيات الخبيثة التي تتسلل وتهدم وفي الأصل ما كانت هذه الأزمة الوجودية لتقع لولا سوء أداء هذه الجماعة السياسية منذ سنوات وصولا إلى اليوم فهي لم تفهم السياسة فنا لإدارة شؤون البلاد والشعب بل جعلته فنا لمصالحها ولتعطيل الحياة العامة والاستحقاقات الدستورية وإذلال الشعب وإفساد المؤسسات وإعاقة القضاء وضرب الاقتصاد والنقد وأمام هذا الواقع لا يسعنا القول سوى أن هذه الجماعة السياسية إنما تتولى إدارة دولة معادية وشعب عدو.
جاءت رسالة الراعي قاطعة كحد سيف المبادرة التي هشموها بالتعطيل والثلث الضامن ومعايير من وزن تيار حاصر الرئيس المكلف بهدف إرغامه على الاستسلام .
ومع كل اتهام بالتعطيل ينبري قصر بعبدا ليلا متسللا من الغرف المظلمة مسطرا بيانات نافية لجنس باسيل ورافعة عنه كل التهم لكأن مكتب الإعلام في القصر توكل عن رئيس التيار في جبهة دفاع تجعل من جبران ملاكا حارسا للتأليف .وآخر البيانات نفى ما بثته قناة “الجديد” عن دور مزعوم للنائب باسيل في “تعطيل” تأليف الحكومة مؤكدا أن عملية التشكيل تجري فقط بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف. والجديد بدورها تقول لكم إن الناس لن تصدقنا إذا نشرنا الهلوسة الليلية التي تنتابكم في البيانات المحرفة للحقيقة.
والجديد لن تقتنع معكم .. كما أقنعتم سعد الحريري بترويج أنبائكم الكاذبة. واليوم فإن أربع عشرة جلسة كافية ليقتنع الحريري بأن جوقة القصر هي من يدير التأليف وأن لا أمل برئيس يؤدي دور الكومبارس وما على الحريري إلا أن يبقي قنوات التنسيق مفتوحة مع بكركي ومن على منبر الصرح يصارح اللبنانيين ويسمي الوطاويط بأسمائها والكنيسة القريبة بتشفي.