IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 01/01/2021

تحت سماء الجمهورية الطائشة لا يعود الرصاص الطائش خبرا مدويا.. فالحال من بعضه، وكما تحكمون يولى عليكم، وتحت سلطة “عثمانية”.. عمادها يهنئ القوى الأمنية على التحكم في ليلة رأس سنة، لا يعود الضحايا الذين سقطوا في إطلاق الرصاص سوى رقم يضاف الى صفحة الوفيات، وهكذا فإننا شعب نثبت من عام إلى عام حضارة الإستقبال والوداع..

بفوضى من فوهات المسدسات نطلقها على أهلنا وجيراننا وفوق رؤوس الأشهاد، وإذا كانت الرصاصة رمز الإنتقال بين السنوات.. فإن فوضى التلاحم في زمن الكورونا دوى أزيزها في أماكن السهر.. لكأن جائحة لم تكن، ونتائج عينات ليلة رأس السنة مع سابقاتها سوف تخضع لتحليل جنائي وزاري، يتقرر بعده مصير العودة إلى الإغلاق العام الذي بات أكثر من ضرورة ريثما نبلغ مرحلة اللقاح.

وإذا كان رب البيت بالسياسة ضاربا، فشيمة أهل البيت كلهم الرقص.. حيث تسجل الخروق السياسية على كل طبل ودف وعزف على القانون، إذ اختتمت السنة رأسها بصفقة من العيار الثقيل بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري عنوانها الأبرز: دورة عام أربعة وتسعين.

ففي مقابل توقيع وزير المال غازي وزني على المراسيم، طلب بري الحصول على الأثمان وفق معادلة “أعطيني لجبلك.. وخدني توديك”.. لكم دورتكم.. ولنا أدورانا، ولإتمام الصفقة التي واجهت عقبات ولا تزال.. أوفد الرئيس بري مستشاره علي حمدان إلى وزارة المال ليمسك بيد غازي وزني قبل التواقيع، ومع إتمام الصفقة فإن المراسيم والترقيات ستكلف الخزينة أموالا جديدة لم تكن في الحسبان.. وتزيد من عجزها وتخرق سلال السلسلة.

وهذه الواقعة تنبئ بأن الحال “ع حطة إيدكن”، وأن “الشبيبة” لم يمر عليهم الزمن ولا ثورة من تشرين او انفجار الرابع من آب.. ولم يتأثروا بدمار إقتصادي للبلد.. وليسوا على استعداد لتأليف حكومة تزعج الخواطر.

والمشهد السياسي المبكي إعتلى عظات بداية العام اليوم.. وكان المطران الياس عودة أكثر المؤنبين الواعظين، قائلا: “إن العالم كله خائف على لبنان إلا حكامه”، وسأل: “ترى أهو إنتحار جماعي أم نحر جماعي؟ ألا يوجد بين من يتولى أمرنا من يهتز ضميره لما وصلنا إليه، فيقوم بعمل بطولي في هذه الأوقات المصيرية؟، وإلى متى سيبقون لبنان رهينة مصالحهم وأسير لعبتهم السياسية التقليدية، وخلاصتها تقاسم الحصص والغنائم الوزارية؟، وهل بقي ما يستحق التقاسم؟”.

أما مطران بيروت بولس عبد الساتر، فقد وجه صفعته الثانية هذا العام في وجه الحكام.. وطالب ب- “محاسبة المسؤولين الذين لا يعملون لخير كل لبناني حتى ولو خسرنا “خدماتهم” لنا.. وإلا ستشبه سنة 2021 سنة 2020 كثيرا في مآسيها وأحزانها”. ليبقى كلام البطريرك الراعي من عيد إلى عيد ومن أحد إلى أحد سيد الكلام.. مسجلا اليوم عيبا على المعطلين “كأن لبنان حجر من أحجار شطرنج الشرق الأوسط أو الدول الكبرى.

لكن، حان لصرخات الراعي أن تتحول إلى كلام مباشر يسمي المعطلين بأسمائهم.. وهما طرفان إثنان: رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، ولا ثالث لهما سوى الشيطان الذي كمن في التفاصيل ولقيه جبران باسيل، وإذا أراد الراعي إسداء خدمة للبنانيين فيمكن أن تتلخص بالتوقف عن استقبال دعاة الحل والوساطات.. وكان آخرهم مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي الذي أطلق من بكركي عبارات “الطلاسم المعجمية”، متحدثا عن عمل المؤسسات وإنشاء السلطات الدستورية بشكل صحيح ومتوازن عملا بالأحكام الدستورية..

وعندما تسمع هذه الشعارات تترحم على بدعة “المعايير” سيئة الذكر، ومن بين كل التصريحات السياسية المسيلة للدموع.. ضحكة مسيلة للأمل سطعت من فم ليليان.. ضحية من ضحايا الرابع من آب.