IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم السبت في 2021/01/02

بعد “السكرة” إجت الفكرة، واتجهت البلاد إلى اجتماعات ترفع توصيات الإقفال العام طويل الأجل، وموصول باستقبال قوافل اللقاح في شهر شباط المقبل، واندفعت لقاءات وزارية واستشارية جرت عن بعد إلى تنسيق تدابير الإغلاق والتي سيقررها مجلس الدفاع الأعلى في جلسة تبني التوصيات، وستكون المفاجأة الكبرى لاحقا لدى الإعلان عن نتائج الإصابات بكورونا في فترة الأعياد وليلة رأس السنة، التي لم يتوقع لها المنجمون أن تكون كارثية وتحمل الدهشة.

وقد ارتفعت حرارة الوزراء لدى الإجتماعات التحضيرية على تطبيق الزوم، وعلمت “الجديد” أن وزير الداخلية محمد فهمي “فتك” بالمجتمعين، موجها عبارات قاسية بعد اتهامات بـ “قلة الفهم” لدى الوزراء، ونصائح استشارية وردت بعدم الاستماع لآرائهم المتعلقة بكورونا.

وبعيدا من الخلافات، قطع وزير التربية طارق المجذوب الجدل بقرار من وحي الإقفال، بلا منة المجلس الأعلى للدفاع، معلنا وقف الدارسة المباشرة والعودة إلى التعليم عن بعد.

وفي انتظار الإفراغ من قرقعة السيوف الوزارية، فإن الإغلاق العام ينسحب بدوره على التأليف الحكومي حيث تستمر التشكيلة في الحجر السياسي، ويتصاعد معها مستوى التباعد بين الرئيس حسان دياب ورئيس الجمهورية ميشال عون، بسبب رفض دياب تفعيل حكومة تصريف الأعمال، وتلك الثغرة التي أحدثت في جدار العنبر رقم 12، أحدثت ثغرة سياسية شبيهة بين السرايا الحكومية وقصر بعبدا، وتتناثر منها المواد القابلة للاشتعال وربما الانفجار.

ولم تنس الرئاسة الأولى لرئيس حكومة التصريف، أنه ضرب على خطوط حمر وأصاب بالمسؤوليات المجلس الأعلى للدفاع الذي يرأسه رئيس الجمهورية، وهو المجلس المجتمع على نيترات أمونيوم إحدى وعشرين مرة، من دون أن يتنبه إلى “السخن من تحته” وكلام دياب هذا من شأنه أن يفتح الأبواب على مساءلة الرئيس ميشال عون، الذي عالج نيترات متفجرة بمستشار أمني، مكتفيا بالإحالة والمراسلة الروتينية غير المستعجلة إلى أن “طارت بيروت”.

وعلى ركام مدينة، طلب عون من حكومة دياب التصريف الفعال، وأراد من خلال هذا الطلب إرسال إشارات إلى الرئيس المكلف سعد الحريري بأن “البلد ماشي ولا يهمك” ويمكننا التمهل في التأليف حتى نهاية العهد، والكل ينتظر نهايات عهود أقربها أجلا نهاية دونالد ترامب الذي باتت أيامه معدودة في البيت الأبيض، لكنه يستغل هذه الأيام “لتوليع” الولايات واستخدام الأميركيين في الشارع، على توقيت الاجتماع المثبت لرئاسة جو بايدن يوم الأربعاء المقبل.

السادس من كانون هو يوم الحشد الشعبي لترامب في آخر أوراقه، للضغط قبل تسليم الرئاسة، وهو سيعمد إلى سحب فتائل التفجير في الخارج للتركيز على الوضع الداخلي، إذ أعلنت واشنطن استعادة حاملة الطائرات التي “تمخترت” في الخليج للاستعراض الإعلامي، وهذه الخطوة جاءت بعد تهديد إيران بأنها سترد في الداخل الأميركي، ثأرا لمقتل قاسم سليماني.

واليوم ضاعف وزير الخارجية محمد جواد ظريف من مخزون التهديد، موجها كلامه مباشرة إلى الرئيس الأميركي قائلا: “إحذر الفخ يا دونالد ترامب، أي ألعاب نارية ستأتي بنتائج عكسية خطرة”.

ولغة التهديد شملت إسرائيل، مع كلام قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني علي حاجي زادة، والذي أعلن فيه “أن كل ما تمتلكه غزة ولبنان من قدرات صاروخية، جرى بدعم إيران، وهما الخط الأمامي لمواجهة إسرائيل”، وقال في لقاء إعلامي: “نعلم جبهة المقاومة على صناعة سنارة الصيد، بدلا من تقديم السمك، ولبنان وغزة يمتلكان تكنولوجيا صناعة الصواريخ”. لكن هذه المواقف وصلت إلى لبنان على أنها خرق للسيادة/ وتفاعل ناشطون وسياسيون للرد المضاد، في وقت أن المسؤول الإيراني لم يكشف سرا عندما قال إن الصواريخ من صناعة إيران.. وهو حصرها بمقاومة إسرائيل ولم يأت على ذكر الانتقام لسليماني/ وهذا ما سيتضح في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء غد الأحد.