Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم السبت في 2021/01/30

إيمانويل ماكرون شعر بالهزات على الأرض اللبنانية، ورجال الدولة لم يشعروا ولا هم في طور التحرك، إلا “تحت الكرباج” الدولي والأوروبي.

في ساعات ماضية، اشتدت غزارة الإنتاج في البيانات بطوابع مسمومة، وتبين منها أن حجم المفرقعات السياسية كفيل بإحراق كل طرق التأليف وزرعها بألغام الثلث المعطل، ومن فوق ركام الإشتعال السياسي ونيران طرابلس، وصل هاتف من الرئيس الفرنسي إلى قصر بعبدا، مؤكدا “وقوف بلاده الى جانب لبنان في الظروف الراهنة التي يمر بها ومساعدته في مختلف المجالات، لا سيما ما يتعلق منها بالملف الحكومي”.

وشكر الرئيس ميشال عون لماكرون مواقفه الداعمة للبنان، وحرصه على تعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها في المجالات كافة، وأشاد ب- “المبادرة الرئاسية الفرنسية المتعلقة بالمسألة الحكومية”، ومجددا الترحيب بزيارته لبنان.

وتبعا لجدول الإليزية الهاتفي، فإن اتصال ماكرون بعون يفترض أن يتبعه اتصال بالرئيس المكلف سعد الحريري، لكن حرارة الهواتف المحمولة من باريس إلى بيروت لا تعني بالضرورة أن ماكرون أراد الإطمئنان إلى الرئيسين، لأن حبر كلامه بالأمس لم يجف بعد، وهو قال: “عاطفتي تذهب نحو شعب لبنان، أما قادته فلا يستحقون بلدهم”.

وحال الرئيسين عون والحريري بدت كالمشتبه فيهما أمام رئيس فرنسا، فهو يحاور ويتصل ويطرح إخراج الحكومة من عنق زجاجتي بعبدا وبيت الوسط، لكن هل تلين المواقف تحت الضغط الأوروبي؟. في المعطى السياسي فإن الجمود على حاله ويتعسكر الطرفان كل خلف مواقفه، لا اعتذار لكن لا حكومة، رئيس الجمهورية ينقلب على الدستور والرئيس المكلف يتحصن برؤساء حكومات سابقين.

وما بين المعركة الرئاسية، تدخل نيران طرابلس عاملا لاعبا في السياسة والأمن والطائفة والتراث العمراني للدولة العثمانية، ومعركة من هذا النوع سيصعب على ماكرون تذويبها، فالرئيس الذي اعتاد مقارعة السترات الصفر في بلاده، سيكون اليوم في وجه سترات من كل الوان الطيف السياسي والطائفي والحزبي، عدا المعايير وأوزانها.

غير أن مهمة ماكرون هذه المرة مستندة إلى تفويض أميركي، منحه إطلاق اليد التفاوضية في الملف النووي الإيراني، وبترابط للمواقف الاميركية الفرنسية والإيرانية، فقد بدأ عهد بايدن بطرد شياطين ترامب، أطلق مسيرات أوروبية للعمل على مفاوضات لا تستبعد السعودية، وتكلف فرنسا بأول الخيوط وتلزم روبرت مالي مبعوثا خاصا للرئاسة الأميركية الى إيران، وهو أحد أبرز المؤشرات، إذ إن مالي كان أحد العقول المخططة لفك الاشتباك مع طهران، في إدارة باراك أوباما.