IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”الجديد” المسائية ليوم السبت في 2021/02/06

حكومة مع تخفيف الإغلاق السياسي التدريجي، ينطلق بها الرئيس إيمانويل ماكرون بسلاح فرنسي وخرطوش أميركي، ويتحرك ماكرون بخطة رباعية الدفع مخصبة بالنووي الإيراني والتكليف الأميركي والتحفيز الأوروبي، والمشاركة السعودية.

ولبنان على المائدة العالمية، سيتأثر بالطرود المركزية والمياه الدولية الثقيلة وسيجري اختبارا على إطلاق “مسبار” صاروخه الحكومي، بعدما أخفقت كل المحاولات السابقة وارتطمت بثلث أرضي معطل وبمجموعة الخمسة “زائد واحد” الرئاسية.

وعلى جدول أعمال الإليزيه زيارة لماكرون لكل من السعودية والإمارات، لم يحسم تاريخها بعد، وإن رجحت في الرابع عشر من شباط، وهي تندرج ضمن تحرك الرئيس الفرنسي على المفاعلات النووية. لكن ماكرون لم يفصل الملفات ويشغلها بمحرك واحد حيث ستشهد الأيام المقبلة على تواصل مع الرئيس المكلف سعد الحريري.

واستنادا إلى “نسيب” فرنسا النائب سيمون أبي رميا، فإن هناك لقاء في باريس سيجمع الحريري بماكرون في غضون أيام، وعبر هذا اللقاء سيجري التواصل مع رئيس الجمهورية ميشال عون في بيروت، وفي مرصد نيابي آخر كشف النائب سيزار المعلوف أن الحريري اتصل بماكرون من أجل فتح منافذ التأليف. وقال المعلوف إن “الحريري لا يقوم بزيارة سياحية إلى الخارج إنما باستقطاب الغطاء من الدول العربية”.

لكن هذه العجلة السياسية، وإن بتقليص شروطها، لا يبدو أنها هزت المياه الراكدة في البحيرة اللبنانية، لم يحركهم الوباء ولا الأمن المتفلت، أو حتى سرقة النفط والغاز بعد شهرين من الحقول اللبنانية، والتي ستكون من جرائم العصر المالية ما لم يستدرك لبنان خطر نهبها بصنارة إسرائيلية.

والثروة في البحر، لم تدفع المسؤولين الى إنهاء الخلافات التي تتنقل من بيان إلى آخر، وقد اعتلت اليوم بيان السادس من شباط ذكرى التفاهم الشهير بين “التيار” و”حزب الله”. ولم يكن خافيا أن بيان المجلس السياسي للتيار في المناسبة المنهكة، جاء متأثرا بجراحه وقد أصابته شظايا السنوات الخمس عشرة، وثقل علاقة من التحالف اللدود.

ودعا المجلس السياسي للتيار رئيس الحكومة المكلف، إلى استخلاص العبر ومراجعة أسس عملية التشكيل وروح الميثاق ونص الدستور، في احترام موقع رئيس الجمهورية ودوره والتوقف عن محاولة قضم الصلاحيات وضرب الشراكة وعودة المحاولة لوضع اليد على حقوق الذين اختاروا من يمثلهم وفقا لقواعد الدستور والميثاق.

وظهر أن “التيار” يربط بين الحكومة وتفاهم مار مخايل، إذ رأى أن تطوير هذا التفاهم في اتجاه فتح آفاق وآمال جديدة أمام اللبنانيين هو شرط لبقاء جدواه، إذ تنتفي الحاجة إليه إذا لم ينجح الملتزمون به معركة بناء الدولة وانتصار اللبنانيين الشرفاء على حلف الفاسدين المدمر لأي مقاومة، أو نضال.

وفي معلومات للجديد، أن رئيس “التيار” جبران باسيل بدا غاضبا وشديد اللهجة حيال ما اقترح عن تأليف لجان عن إعادة إحياء التفاهم، وهو يريد بالتزامن أن يتحمل “حزب الله” مسؤولية دعمه للرئيس الحريري في مسألة تأليف الحكومة، وإن لم يسمه. وكما المفرد والمجوز مرة جديدة، فإن جبران يدافع عن رئيس الجمهورية والرئيس ميشال يحفظ حقوق باسيل، وبين الطرفين معادلة “لقيت الطبطة”.

ومع عزف منفرد لرئيس “التيار” ضد الاعلام والسياسيين معا، مستنكرا حملات التطاول على رئيس الجمهورية من جانب مجموعة سماها السفهاء في السياسة والإعلام، ويحذر هؤلاء من أن العدالة ستحاسبهم مهما طال الزمن، ويؤكد أن الحملات الظالمة لن تخفف من التصميم على محاسبة الفاسدين المتورطين في هدر المال العام، وأولئك الذين يستخدمون الإعلام للافتراء والتحريض.

وهذا التهديد لباسيل لن يهز باب إعلام يشرف على وضع النقاط على الحروف المعطلة، وإذا كان رئيس التيار وجنراله يستهدفان الجديد تحديدا، فان شيئا واحد قد يثنينا عن التوقف، وهو سوق كل المعطلين مخفورين الى تشكيل الحكومة، ووضع نهاية لمأساة اللبنانيين. أما غير ذلك، فإنهم يعرفون أعلى ما في الخيل ومستلزماتها.