كوكب الارض تحول الى جمر مسجلا اعلى نسبة في ارتفاع درجات الحرارة ومتسببا بحرائق وخسائر في الارواح. وتحصد الارض نتاج مؤتمرات على ورق كان يتعهد فيها زعماء العالم بالمساهمة في تخفيض نسبة الاحتباس الحراري لكن هذه المؤتمرات كانت تنتهي باتخاذ الصورة التذكارية لرؤساء الدول وبمناقشة قضايا جانبية تتعلق بالانبعاثات السياسية وحروبها.
اوروبا واميركا وبعض الدول العربية ضربت ارقامها معدلات غير مسبوقة في ارتفاع الحرارة اما في لبنان فطقسه السياسي يتغلب على الطبيعة فيما قياداته اصيبوا “بضربة شمس” رئاسية. فمع تحرك آليات خماسية قطر سجلت زيادة في كمية ثاني أكسيد الكربون المسيحي وتحرك غاز الميثان لكل من سمير جعجع وجبران باسيل اللذين بدءا بوضع شروط على اجتماع الدوحة وارتفع رئيس حزب القوات اللبنانية عن سطح البحر متحصنا بقداس مار شربل في بقاعكفرا ليقول بعد لقاءه البطريرك الراعي: المسألة لها حل واحد وبكل صراحة “ما يعزبوا قلبن”، وليتوقفوا عن الإنتظار والاستجارة بفرنسا والذهاب إلى قطر والقاهرة والعودة بعدها إلى لبنان، لهذه المسألة حل واحد بسيط طبيعي منطقي دستوري وهو أن يقوم النواب بانتخاب رئيس”.
ونمي الى جبران باسيل هذا التصريح فرفع السقف اعلى غازاته الدفينة وقال ان اي تدخل خارجي مرحب فيه ليساعدنا، ومرفوض اذا بدو يفرض علينا خيارات لمصلحته ووضع باسيل شروطا لانجاح الاجتماع الخماسي قبل ان يبدأ وفي مجريات هذا الاجتماع ان السفير السعودي وليد البخاري غادر اليوم الى قطر وسبقته ليل امس السفيرة الاميركية دورثي شيا اما في المضمون فقد بات شائعا انه سيؤسس للخيار الثالث وفق طاولة حوار برعاية دولية. وهذا الحوار لن يمس بالطائف كوثيقة وصيغة نظام لكنه لاحقا سوف يتوقف عند عدم التزام اللبنانيين بتطبيق بنود الطائف وتخلفهم لثلاثة وثلاثين عاما عن وضع اليات تننظيمية للتطبيق. والتخلف اللبناني ليس حكرا على الطائف فهو نهج مستمر ينسحب على ملفات اليوم وابرزها قضية عودة النازحين الى سوريا فالبرلمان الاوروبي الذي ناب عن السيادة اللبنانية في قراره بابقاء النازحين تحت رعايتنا لم تقابله السلطة اللبنانية الا بمزيد من الخلافات واستنكف وزير الخارجية عبدالله بوحبيب عن ترؤس الوفد الوزاري الى سوريا معللا السبب بمشاركته في اجتماعات على مستوى الدبلوماسية العربية الرفيعة هذا التعليل لم يقنع احدا لأن الاسباب الحقيقية لرفض بوحبيب زيارة سوريا تكمن في ان لديه الجنسية الاميركية التي لن يغامر بها في الوقت الراهن ويفضل ارسال اي فدائي او انغماسي سياسي آخر لتنفيذ المهمة وامام اعتذار وزير الخارجية وبقاء الوفد الوزاري وحيدا بلا رأس مدبر, وبما ان الرئيس نجيب ميقاتي يتصرف بالحكومة برأسين ويتهم بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية فإن لا حل افضل من ان يتحمل شخصيا المسؤولية ويرأس الوفد الى العاصمة السورية. ومن شأن رفع مستوى الوفد ان يسرع في تنفيذ الية عودة النازحين اما تخوفه من الانتقاد، فاكتافه “بتحمل” وقد تحمل الكثير من التيار، ولن يغص بالمزيد.