IMLebanon

مقدمة نشرة اخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس 11/01/2024

يحيا العدل من جنوب افريقيا…

الارض التي سجلت اول ظهور لمجموعات الانسان الحديث قبل مئة الف عام بلاد نيلسون مانديلا التي قاومت نظام الفصل العنصري أبارتهايد عشرات السنين، هي البقعة من الجغرافيا الكونية التي شعرت بإبادة اهل غزة، فتحركت قضائيا نحو محكمة العدل الدولية، وسحلت اسرائيل في لاهاي مقدمة ضدها اربعا وثمانين صفحة مبللة بالدماء، ومتضمنة أكثر حالات القتل الجماعي وحشية على مر التاريخ.

وعلى ادعاء محكم كانت ثلة من المحامين تقدم دفوعها وتتمايل في العزف على القانون الدولي، وتوثق اتهامها بصور ومشاهد من المجازر المرتكبة في غزة بكل ما أوتيت اسرائيل من عنصرية وشعائر ضد الانسانية.

وافتتحت الجلسات بشهادة على الميزان قدمها وزير العدل في جنوب افريقيا رونالد لامولا، مفندا التغريبة الفلسطينية، ومسترجعا التاريخ ليؤكد ان تدمير حياة الفلسطينيين لم يبدأ في 7 أكتوبر بل منذ عام 1948، مستشهدا بقول مانديلا : نحن جزء من انسانية واحدة وفي مذكرتها رفعت جنوب افريقيا طلبا الى العدل الدولية يحث على اصدار امر عاجل يتعلق بتعليق فوري لعمليات اسرائيل في قطاع غزة لانها تنتهج سلوك الابادة الجماعية، تقتل المدنيين تلحق الاذى الجسدي الخطير بهم والفلسطينيون يتعرضون للقتل من الجو والبحر والبر، ولخطر الموت المباشر والامراض والمجاعة ومنع وصول المساعدات وحرفية المرافعات صفق لها العالم، وحرقت قلوب شعوب عربية تساءلوا:

لماذا جنوب افريقيا؟

وكيف لدولة بعيدة اقتربت من غزة حد الالتصاق بالقضية فدافعت بشراسة وحماس، وقدمت خبراتها القانونية في سبيل ادانة اسرائيل هذه التساؤلات الحارقة يشعل نارها الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، الذي يتسبب بغيظ في المشاعر العروبية كلما ادلى بدلوه عن قضايا العرب، فهو اعلن تأييد جامعة الدول لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام المحكمة الدولية، وتطلع الى حكم عادل يوقف هذه الحرب العدوانية ويضع حدا لنزيف الدم الفلسطيني وشكر ابو الغيط “جنوب إفريقيا وحكومتها على اتخاذ هذا الموقف المبدئي الذي يضع الأخلاق والقيم الإنسانية فوق أي اعتبار معتبرا ان القضية تمثل خطوة مهمة ليس فقط نحو وقف إطلاق النار، ولكن أيضا مساءلة إسرائيل، وإنهاء الوضع الشاذ الذي جعل منها دولة فوق القانون الدولي وفوق المحاسبة وتصريح ابو الغيط يجعل منه مراقبا سويديا او متفرجا في مقاعد الجمهور، وعلى ابعد تقدير يصنفه خبيرا في انقراض المواقف العربية فدور الامين العام لجامعة الدول العربية في مثل هذا الظرف ان يكون الى جانب جنوب افريقيا لا بل ومتقدما عليها لكنه اختار إسنادها بالمسيرات الهوائية الفارغة من مضمونها إلا من الدعم بالعبارات المستقلة عن الموقف فالامين العام لجامعة عربية مهمته اليوم كشف جرائم اسرائيل وتوثيقها وادانتها غير انه ارتأى ان يفضح نفسه والعرب معه، فإما ان يعلن قلة حيلته.. او يغرب عن هذا المنصب بارادته من دون التورط بتصريحات بائسة لا مفاعيل لها ومن دور المراقب المحايد الى ادوار بمهمات صعبة افتتحها الموفد الاميركي اموس هوكستين في بيروت،

وحمل الوسيط الاميركي ملفا يتضمن حلولا دبلوماسية غامضة لكنه قال إن الطرفين اللبناني والاسرائيلي يؤيدانها وكان الرد اللبناني عبر الرئيس نجيب ميقاتي من أن الاولوية هي لوقف اطلاق النار في غزة ووقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان والخروقات المتكررة لسيادته.