IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 14/10/2018

أصبحت مهلة الأيام العشرة خلف الرئيس سعد الحريري المكلف نفسه اليوم تمديدا لنصف المدة. وهو إذ منح مهمته خمسة أيام إضافية، فإن قناة “الجديد” تركب عدادا بفرعه الثاني، يرافق خطى الرئيس للساعات المئة والعشرين المقبلة.

لكن المهل الاقليمية لا تنتظر، وتتسارع وتيرتها من اسطنبول الى الرياض فعمان وبغداد ودمشق. وما بين هذه العواصم ابواب مغلقة ومعابر سيتم فتحها، وفي طليعتها معبر نصيب الاستراتجي الحدودي بين الأردن وسوريا، وهي النقطة التي ينأى لبنان بنفسه عنها، على الرغم من اهمية شريانها الحيوي، بالنسبة الى تصدير البضائع.

وشرايين عراقية سورية ضخت فيها الدماء الدبلوماسية اليوم، بزيارة وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري الى دمشق، ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد.

عقارب الساعات الاقليمية تقلب بخطى سريعة، أما في لبنان فإن سياسييه عالقون في عنق التأليف الذي تحول الى زجاجة قيد الكسر، فالعالم في واد، ونحن في وادي الوزراء، نتنقل بين عقدة مسيحية وأخرى درزية، ووزير لهذا وآخر لذاك. فلا الرئيس المكلف يحسم، ولا القوى غير المعنية بصلاحيته ترفع يدها. ولا يسع الرأي العام سوى التقلب بين تفاؤل وتشاؤم، فيما خدماته الحياتية هي التي عادت الى المربع الاول والنقطة صفر، وكأن المطلوب من اللبنانيين فحص الذرة اللصوصية ومعرفة من يسرق لمصلحة من، وما هو دور علاء الخواجة في ديوانية سعد الحريري التجارية.

وهذا ما أعاد كشفه رئيس “تيار التوحيد” وئام وهاب على “الجديد” اليوم، قائلا للحريري، لو لم يكن رئيسا للحكومة ويتمتع بحصانتها لدخل السجن في تركيا وفي السعودية نظرا للشكاوى بحقه.

على ان الشكوى الأكثر تفاعلا بين هاتين الدولتين، تبقى في أزمة اختفاء جمال الخاشقجي، وحيالها افرجت السعودية عن كلام سلك خطى التهديد، إذ اعلنت الخارجية عن رفض السلطات السعودية التام لأي تهديدات ومحاولات للنيل منها، سواء عبر التلويح بفرض عقوبات اقتصادية أو استخدام الضغوط السياسية أو ترديد الاتهامات الزائفة. وأكدت انه “إذا تلقت السلطات أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر، وأن لاقتصاد المملكة دورا مؤثرا وحيوي في الاقتصاد العالمي، وما لم تسمه الخارجية السعودية دخل الى تفاصيله تركي الدخيل، الرجل الاكثر قربا من الديوان الملكي والامير محمد بن سلمان.

وكشف الإعلامي السعودي نقلا عن معلومات من أروقة القرار، عن أكثر من 30 إجراء سعوديا مضادا، في حال تم فرض عقوبات على الرياض، وكلها سيناريوهات كارثية للاقتصاد الأميركي قبل الاقتصاد السعودي. ومن بين هذه الاجراءات: عدم التزام السعودية بإنتاج السبعة ملايين برميل ونصف مليون من النفط، بل وربما تصبح عملة تسعير برميل النفط هي العملة الصينية. وتحدث الدخيل عن احتمال ارتماء العالم الاسلامي في أحضان إيران وعن تقارب بين السعودية وإيران وروسيا وتحول “حركة حماس” و”حزب الله” من عدوين إلى صديقين”.

ولا يستبعد أحد أن تجد من آثار هذه العقوبات قاعدة عسكرية روسية في تبوك شمال غرب السعودية. كل هذا لن يعفي المملكة من السؤال عن مصير الخاشقجي. وهذا ما توجهت به كل من فرنسا وبريطانيا والمانيا، إذ طالبت الدول الثلاث في بيان مشترك كلا من السعودية وتركيا بإجراء “تحقيق موثوق به” في اختفاء خاشقجي وضمان محاسبة الفاعلين، قائلة إنها تتعامل مع هذا الحادث “بأقصى درجات الجدية”.