السادس من أيار…يوم الشهداء يوم الانتخاب، الذي سيفرز هذه الليلة شهداء سياسيين ويثبت في المقابل مئة وثمانية وعشرين نائبا فائزا ،من خمس عشرة دائرة انتخابية. انتهت عمليات الاقتراع ولم تنجح المطالب بتمديدها ساعات إضافية، حيث التزمت السلطات المختصة بنص القانون، وأكدت أن التمديد غير وارد على الإطلاق إلا للذين قد تواجدوا قبل السابعة في أقلام الاقتراع.
كان يوما صاخبا بالصوت والصورة، بالتكسير ودفع الأموال، بنسب الإقبال المتدنية في بعض الدوائر والمرتفعة في دوائر أخرى. المرشحون بعضهم اشتكى التعدي والظلم. وناخبون اشتكوا حجز الهويات، لكن كل هذه الإشكاليات لم تحجب الصورة الديمقراطية للبلد. وتسجيل أن لبنان أنهى عصر التمديد وأجرى انتخابات نيابية كانت على النظام النسبي، الذي قد يأتي بمفاجآت لدى الفرز.
واعتبارا من ساعات الليل المتقدمة، سوف تبدأ طلائع النتائج بالظهور على الأقل لدى الماكينات الانتخابية للاحزاب والتيارات, ومن شأن نسب الاقتراع النهائية ومستواها في المناطق أن تنعكس على الأسماء المرشحة، وهذه النتائج لن تفرز نوابا فحسب، بل زعامات. لا سيما السنية منها، حيث ستتضح أحجامها بين العاصمة بيروت وعاصمة الشمال طرابلس، مع أقطاب شاركت في الانتخابات على قاعدة انتزاع الزعامة أو اقتسامها مع آل الحريري. أكثر النسب التي سجلت تدنيا في المشاركة، كانت في طرابلس، الضنية وعكار وصولا إلى بيروت. أما أكثرها ارتفاعا فكانت في كسروان وجبيل.