IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الخميس في 25/10/2018

لم يترك الطقس مجالا لكلام آخر، العاصفة كتبت مآثرها على أرض خصبة فتحول لبنان في دقائق خمس إلى مستنقع كبير، وتمكنت الرياح القوية من تكسير رؤوس بعض الأشجار المعتدة بارتفاعها ومن فرض حال طواىء إنقاذية، وإذا كان لبنان قد جاءت أضراره غير بشرية فإن العاصفة في الأردن كانت مأساوية، حيث أعلن الدفاع المدني حدوث انجرافات وسيول على البحر الميت تسببت بجرف أربعة وأربعين شخصا بينهم أطفال.

والمطر الأسود في مخيم المية والمية نشر رصاصاته على محيط مدينة صيدا مع تجدد الاشتباكات بين حركة فتح وأنصار الله، المجموعة التي تصنف عسكريا وسياسيا قريبة من محور المقاومة، وتجري حاليا مشاورات في مكتب النائب أسامه سعد تضم ممثلين عن حزب الله والفصائل الفلسطينية في محاولة لإنهاء الاشتباكات وعودة الأمن إلى المخيم وصيدا التي شهدت حركة نزوح إليها.

ونزوحا من الرياض إلى بيروت جاءت عودة الرئيس سعد الحريري من السعودية لتخرق أمر ” اليومين ” لولي العهد الامير محمد بن سلمان .

غادر الحريري المملكة مع طلوع الفجر .. في الوقت الذي سجلت فيه مغادرة صلاح جمال خاشقجي للسعودية على نحو مفاجىء من دون تحديد وجهة الوصول . وكلتا المغادرتين أعقبت كلاما لولي العهد اتضح بموجبه أن لا الرئيس سعد الحريري كان مخطوفا في أي من المراحل .. ولا جمال الخاشقجي قتل .. وأن الحادثين عارضان : خطف رئيس الحكومة شائعة .. والخاشقجي وافته المنية بسبب شجار وقضي الأمر .

غير أن للواقعتين مفاعيلهما على مستوى العالم .. فأزمة مقتل الخاشقجي تمكن رجب طيب اردوغان من تحويلها الى ملعب دونالد ترامب .. وقد سرب الرئيس التركي الدلائل الصوتية الى رئيسة الاستخبارات الأميركية التي ستلتقي ترامب وتبلغه ما سمعت في إسطنبول ومع اقتراب الانتخابات النصفية الأميركية الشهر المقبل قد يسمع من الرئيس الأميركي كلام آخر.

أما الكلام الحكومي الآخر .. فينتظر أن تظهر علائمه محليا بعيد عودة الحريري .. وتقول أوساط سياسية رفيعة للجديد إن الرئيس المكلف تبلغ من المملكة تنسيقها المباشر معه شخصيا بحيث لم تعد القنوات السياسية اللبنانية السعودية تمر من معراب .

وهذه القناة المباشرة سوف تطلق يد الحريري في التأليف ليبقى عليه تسليك الممرات الداخلية . والمطروح منها حاليا هو عرض وزارة التربية على القوات اللبنانية كعطل وضرر عن حقيبة العدل . لكن هذا العرض يصطدم بموقف وليد جنبلاط المتمسك بالتربية والذي تقول أوساطه ردا على سؤال عن التنازل عنها : كلا ثم كلا.

والمشهد الحكومي حاليا في انتظار عودة وزير الخارجية جبران باسيل من وارسو .

ابتل التأليف بالحلول .. لكن أمامه ساعات فاصلة فإما ان تجرفه السيول وإما أن يخرج من بين الانقاض فتعلن الحكومة ويجري تحريرها.