IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 09/11/2018

قد لا يضاهي مرارة اعتكاف الرئيس سعد الحريري في باريس سوى خبر أشد مرارة ينبئنا بأن كبيس “اللفت” لم يعد آمنا.. وجرى استهدافه بالمواد المسرطنة. ضربتان على “المخلل” السياسي والغذائي معا حيث يترنح التأليف في المواد الحافظة من جهة.. ويتعرض الفلافل لأسوأ عملية غدر عبر شريكه في المسار الطويل من الجهة المقابلة. وإذا كانت مصلحة حماية المستهلك قد وضعت اليد على فضيحة الأمن الغذائي فإن مصلحة سياسية دفينة عادت لتنشر الخطر الأمني حول الرئيس سعد الحريري في لبنان. وقد نقل موقع القوات اللبنانية عن المحلل السياسي الياس الزغبي أن جهاز استخبارات غربيا أوروبيا عريقا نصح الحريري بمغادرة لبنان هذه الفترة لأسباب أمنية.. ولم يتسن لنا التمييز بين “المحلل” السياسي و”المخلل” المشكو من سرطنته آنفا لكن ما يمكن التثبت منه بالتأكيد وبالجولات الملموسة أن الحريري هزم قبل عام فقط مخططا شبيها.. وخرج من دائرة أخطار رسمها له ثامر السبهان بعدم اتقان.. وتولى أمر تنفيذها وزير الاتصالات جمال الجراح في بيروت عندما كشف الوزير المكلف عن خطة مهولة لاستهداف الحريري وبشبكة ألياف سياسية. ولدى التحضير للانتخابات النيابية لم يترك الحريري مدينة تعتب عليه .. فجال وخاطب وحشد واختال “بكامل حريته” وجمع من حواصل السلفي ما يكفي لدحض أي شائعة عن الخطر وعلى مدى أكثر من شهرين كان الحريري يقفز من البقاع الى الشمال فبيروت ولم تصادفه أي صواريخ بالستية عابرة للانتخابات ولم يعثر أمنه الخاص ولا الأمن الرسمي العام على دليل يوثق الخطر على حياته. فمن يعيد تكرار عدة النصب اليوم؟ كان الاعتقاد مذ عاد الحريري من غربة اسره الشهيرة أن هذه المعزوفة قد طويت بتفاعل الناس معه لدى استقباله من محيط بيت الوسط الى بقية شوارع الانتخابات فعلام تجديد المناورات وتأليب المذهبيات وهل توزير سنة المعارضة يستدعي قرع طبول الأخطار الأمنية؟ كل ما على الحريري فعله اليوم لا يتعدى حل مشكلة بحجم وزير واحد فقط.. والعودة الى البلاد لتسيير شؤونها لا سيما أن الكتلة المشكو من تمثيلها فوضت أمرها اليوم الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في اجتماع تفاهم على الحل. وعلمت الجديد أن جدول زيارات النواب الستة سوف يتوسع لاحقا ويشمل رؤوساء حكومات سابقين والبطريرك الراعي وربما يهاجرون الى باريس للقاء الحريري في مقر إقامته الموقت أما رئيس الجمهورية فقد علم أنه سيكلف وزير الخارجية جبران باسيل إيجاد مخرج للأزْمة والمخرج بات مطلوبا أكثر من أي وقت مضى لاسيما مع تعثر شؤون المواطنيين وتجميدها في انتظار حفلة التأليف وكل ينتظر خروج الحكومة من دائرة التصريف ..للبدء بوعود إصلاحية لا تزال حبيسة التنفيذ وهذه الوعود ليست على مستوى العهد فحسْب بل تتعداها الى قسم شفهي أعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمحاربة الفساد وتكليفه النائب حسن فضل الله مهمة الأمانة العامة لهذه الحرب. لكنْ ومع استبعاد صدور التشكيلة الحكومية في القريب “الآجل” ربما بات من الأجدى أن يطلق نصرالله أيادي فضل الله للبدء في ورشة محاربة الفساد لأن الحكومة الطالعة ستكون نفسها جزءا من المنظمومة المشمولة بالفساد .. ووجب ضمها الى جهاز الرقابة . والانتظار لم يعد ذا فعالية .. لأن من يسرق اليوم لن تردعه حكومة غدا .. وتحديدا مع تحول معظم الزعماء والوزراء وفروعهم من المديرين إلى جبهة تدعي أنها ستشن حروبا شعواء على الفساد .وكل أصبح من ذوي الأعمال الصالحات وقلبه على البلد فليقدم فضل الله والاعلام أمامه .. كما هي حال قناة الجديد مع وزارة الصحة التي لم تنتظر المجهول القادم وبمفرزة إعلامية سباقة أقفلت الصحة مستودعين لتخزين الأدوية في صيدا غير مرخص لهما. ولو انتظر الوزير غسان حاصباني عراقيل التأليف لتكاثرت المستودعات غير الشرعية وتمددت .