هو الاشتباك الأخطر منذ حرب ثلاثة وسبعين لكن بسينياريو لم يتخط قواعد الاشتباك بدأت الرواية بتبليغ قدمه نتنياهو لبوتن في الكرملين وعلى ضوء أخضر روسي نفذت إسرائيل ضربات استهدفت منشآت إيرانية في سوريا. موسكو بدورها أعطت دمشق العلم والخبر فتمكنت الدفاعات الجوية السورية من اعتراض عدد من الصواريخ الإسرائيلية وتحت سقف ليل واحد أعلن جيش العدو أن قواعده العسكرية في مرتفعات الجولان السوري المحتل تعرضت لقصف بالصواريخ والقذائف شنته قوات فيلق القدس في سوريا بقيادة قاسم سليماني الذي قاد فيلق النيران. وهو ما نفته إيران ونسبت هذا المجهود إلى الجيش السوري صاحب الأرض والقضية. عند هذا الحد انتهى الاشتباك ووقع على النهايات وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان الذي قال إن إسرائيل ضربت كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا وتأمل أن يكون “هذا الفصل قد انتهى” وأن الجميع قد فهم الرسالة هذه المبارزة الصاروخية الايرانية الاسرائيلية فوق سماء سوريا لم تخرج عن نطاق السيطرة لكون المعركة حصرت في الأرض السورية ولم تتعد حدودها، ذلك أن الجولان جزء محتل من هذه الأرض ولم تتمدد المبارزة إلى داخل الكيان الصهيوني ومن مؤشرات التوقف عند هذا الحد أن رئيس مجلس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي حط في العاصمة الروسية قبل ساعات من التصعيد أبقى التفاوض بالواسطة مفتوحا وفي هذا الإطار نقلت مصادر دبلوماسية روسية عنه قوله لبوتين إن إسرائيل ليست معنية بتصعيد المواجهة مع إيران في سوريا. أما إيران التي تسعى لترسيخ وجودها في سوريا والحفاظ على زخم التقدم هناك، فقد لا يكون من مصلحتها الاستدراج الى حرب الآن في ظل عملية شد الحبال الجارية مع واشنطن وإعطاء ذرائع لمهاجمتها لكنها في الوقت نفسه لا يمكنها تجاهل الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة فكان ردها ضمن قواعد الاشتباك المقبولة من كل الأطراف: هدف مقابل هدف، وحصر اللعب بالنار في الأرض السورية واقع هذه الحال يبقي على الاتفاق الروسي الأميركي قائما لكن الطرفين اللذين يتنازعان على أوكرانيا والصين وسوريا ضمنا والكوريتين الشمالية والجنوبية يتنفسان من الرئة السورية ويتبادلان الرسائل على أرضها. أما في النزاع ما بعد الانتخابي على الأراضي اللبنانية فقد أعلنت القوات اللبنانية أنها توافقت على تسمية تكتلها “تكتل الجمهورية القوية” وهو اسم على مسمى “تكتل لبنان القوي” للتيار الوطني الحر لكن من الاقوى؟ وكيف سيجري صرف هذه التسميات في سوق تأليف الحكومة بعد الحادي والعشرين من أيار؟