Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الثلثاء في 25/12/2018

صلوات الميلاد جاءت على نية حكومة مصلوبة، معلقة على شجار، ومحكومة بالانتماء إلى تيارات تشدها من كل حدب وصوب.

اليوم لم يتردد سيد الكنيسة أمام سيد العهد، ووصف المشهد بالجريمة. والراعي إذ سأل رئيس الجمهورية عن الحكومة، أجابه ميشال عون وأجاب آخرين عبره قائلا: “يبدو أن هناك من يريد تغيير التقاليد والأعراف”.

وفي خلوة جمعت راعي الكنيسة برئيس الرعية اللبنانية، تمت الصلوات لاسترجاع روح التأليف، لكن ليس بالايمان وحده يردع جبران. فثمة خطوات وجب اتخاذها، وبمرسوم رئاسي، لوقف مهزلة ضياع سنوات العهد وتشكيل الحكومة ومن دون ابطاء.

ووفقا لتوقعات نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، صاحب نظرية “ظهور حرف الخاء”، فإن الوزير باسيل سيجد طريقا للمخرج وإعادة تفعيل المبادرة. هذا الانفراج الذي تنبأ به الفرزلي، يستند إلى فراسته في علم الاحياء السياسية وليس إلى معطيات، ولكن سرعان ما تم استدعاء “المتنبي” إلى القصر للتشاور.

ويتوقع بعد المشورة أن يدلي رئيس الجمهورية بموقف حاسم غدا، يحدد فيه استراتيجية المرحلة. لكن الأمور لم تعد تحتمل استراتجيات من دون آلية للتنفيذ، ووضع الأمور في نصابها، والاعلان الواضح والصريح ما إذا كان فريق العهد يسعى إلى الثلث الضامن بأحد عشر وزيرا، وكل ما عدا ذلك لن يكون سوى تكرار لما سبق وهدر للزمن.

وإذا كانت الصحافة ومعشر الاعلام قد بالغت في الاتهام، فليرد رئيس الجمهورية على شريكه في الحكم، رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي نقلت عنه صحيفة “الحياة” ان جبران خرب الطبخة عندما أراد ضم جواد عدرا إلى تكتل “لبنان القوي”.

وأي كلام للتعمية سيصنف رئيس الجمهورية في خانة “الفريق”، ولن يكون أبا للكل كما اعتدنا عليه. أما إذا أراد حماية جبرانه، فسوف نقرأ غدا تغريدة تشبه ما كتبه دونالد ترامب من انه: رئيس وحيد في البيت الأبيض. لكن لترامب ما يتسلى به في الأتي من سنوات الحكم، فالرئيس الأميركي كلف السعودية إعادة إعمار سوريا نيابة عن أميركا. هو أصدر تعليماته على طريقة الأمر، فشكر المملكة، وقال إنها دولة فاحشة الثراء تساعد جيرانها، عوضا عنا نحن الذين نبعد آلاف الأميال.

وزع ترامب هدايا العيد بين السعودية وتركيا التي منحها دولة بكاملها، وقال لاردوغان: “سوريا كلها لك”، وشكرها على ضرب “داعش”، علما ان تركيا لم تطلق رصاصة على “تنظيم الدولة الاسلامية” بل رعت “داعش” ودارتها واحتضنت مسلحيها.

وللأكراد حصة من هدايا ترامب المجانية، حيث وهب الأكراد في شمالي الفرات الأسلحة الأميركية بعد الانسحاب، وترك “خرطوش فرده” بامرتهم. لكن الرئيس الأميركي يدرك انه لن يستطيع الانسحاب مع الأسلحة لأنها من أموال سعودية. فهو باع الأكراد ما لا يملك.

.. وحفلات التكاذب مستمرة على المسرح الدولي.