IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 03/03/2019

هدير معركة الفساد يتقدم، لكن من أصيبوا بجروح خلال مرحلة الهجوم، بادروا إلى جبهة مضادة استهدفت “حزب الله” بذراعه الاستقصائي البرلماني العامل على جمع الملفات. والأصوات السياسية التي كانت ترهق المجتمع اللبناني بضرورة خروج “حزب الله” من سوريا هي عينها اليوم تعيش ساعة مندم، وتمني النفس لو ان الحزب استمر بانشغالاته العسكرية في بلاد الجوار ولم يتفرغ لمعركة داخلية عنوانها الفساد، وهو ما اعتاد على الخسائر في الميدان.

وعلى ميادين النزوح السوري، فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اختار ان يدخل دمشق من بوابة موسكو، ومنها سيتم فتح معبر إلزامي إلى زيارة دولة صار حضورها حتميا. وهي اليوم اعتلت للمرة الاولى منذ سنوات منبر البرلمانيين العرب المنعقد في الأردن. وتمثلت دمشق على مستوى رئيس مجلس الشعب في مؤتمر رفع القدس عاصمة له، لكن نقاشاته توزعتها الشام وفلسطين على حد سواء.

وقد عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري عن ازداوجية الهم العربي بكلمة وضعت اللقاء في ظروف غامضة، كما قال، وذلك في ظل استمرار الإعتداءات الإسرائيلية على دمشق ومحاولة سلطات الإحتلال الاسرائيلي الإعتداء على حرمة الموتى، في ظل ازدياد عمليات الإعتقال بحق الشباب الفلسطيني.

وسأل بري العرب: هل يجتمع سيفان في غمد واحد فهل تكونوا سيفا موحدا ام قلوبكم شتى؟.
ورئيس مجلس النواب الذي أمن استمرارية العمل كأمين سر للبرلمانين العرب، أفتى بشرعية المقاومة على جبهات عدة من سوريا إلى لبنان ففلسطين، قائلا: المقاومة أولا والمقاومة أولا والمقاومة أحد عشر كوكبا.

لكن كوكب المؤتمر ونجمه الساطع في كل برلمان عربي ودولي، كان رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، والذي قدم خطابا تمكن فيه من نفض أي غبار عن مشاركة كويتية في تجمع وارسو الشهير، ومرة جديدة كان هذا الرجل: مرزوقا في الخطاب، غانما في الموقف العروبي.

ومن جملة ما قاله الدعوة إلى رفض مجرد الحديث عن التطبيع والتسويق لا بل وتصنيف التطبيع في خانة الحرام السياسي والممنوع الأخلاقي. فلا للتطبيع مع محتل غاصب ومجرم ومع قتلة الأطفال ولا نريد ان يلعننا التاريخ. لا للتطبيع لأن الحلم نافذ والنصر قادم والأمة ولادة والوعد حق.

والأمة الولادة عربيا، يحدث انها تلد رؤساء من بين الاموات، يترشحون وهم على سرير العناية الفائقة، يحتفظون بالسلطة كوسادة، ويحولون الكرسي إلى أريكة للراحة المؤبدة.

وهذا ما تشهده الجزائر حاليا، جمهورية المقاومة الأولى ضد الاستعمار ودولة المليون شهيد، بلاد جميلة بوحيرد وأحمد بن بلا وهواري بومدين والأمير عبد القادر، كل تاريخ هؤلاء القادة اختزله الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في شهوة سلطة للمرة الخامسة على التوالي.

لكن الحدث ليس هنا، بل في كون أن بوتفليقة رئيس في شبه غيبوبة، لم يظهر مرة ليخاطب شعبه منذ العام 2012، لم يوجه خطابا للأمة، لم يلتق بزوار، لم يشارك بمؤتمرات، ومع هذه الظروف الغامضة تقدم بوتفليقة بترشحه اليوم إلى الرئاسة. فمن قدم له الترشيح؟، من ناب عنه؟، ومن قرأ له رسالة الترشح؟.

ثمة من يحكم بإسم الرئيس في الجزائر، ينوب ويتقدم ويترشح ويمارس السلطة، فيما بوتفليقة رئيس يستمر بتلقي العلاج في جنيف، وليس بإستطاعة أي منجم أن يكشف عن سر الحاكمين في بلد ارتفعت فيه التظاهرات، سواء المؤيدة أو المناهضة.