بالمساواة في النسيان فإن الرابع عشر من آذار لحق بالثامن منه وكلا الرقْمين أصبح ذكرى لمرحلة غابرة، مرت الذكرى اليوم وبالكاد استحضرها صانعوها عبر تفقدها على وسائل التواصل وإلقاء تحية العبور، لكنه وفي مقابل انتهاء حقْبة “متصرفية” الرقْمين فإن الأسوأ قد حل مكانهما وهو العودة الى الجذور والاصطفاف طائفيا تحت مسميات الخطوط الحمر، وأكثر الخطوط احمرارا ستوضع كما يبدو على ملف التعيينات الآخذة بالاعتبارات الطائفية من دون الاحتكام إلى الآلية.
هذا التخوف أبداه الوزير السابق سليمان فرنجية اليوم من بوابة الرهبنة المارونية قائلا إن لدينا شروطا في موضوع التعيينات وما إذا كانت وفق معايير أكاديمية، ولكن إذا كانت المعايير لصالح فريق محدد فعندئذ من حقنا وضع الشروط والتعاون مع أي فريق آخر متضرر، ورهاب التعيينات سيصيب كل التيارات والاحزاب السياسية وكما اعتراض فرنجية اليوم سنكون أمام اعتراضات لمكونات أخرى غدا، لأن آلية التعيينات المتبعة في لبنان تقفز على مجلس الخدمة المدنية ولا تعير أدنى تقويم لهيئات الرقابة المختصة وتحكمها تدخلات سياسية تفتي بأسمائها وما دامت الأولوية هي لرأي المرجعيات، وأن المعينين يخضعون لفحوص “الجينات” السياسية فالسلام على الإصلاح وبعده التغيير لأن البلد سيصبح موظفا عند السياسيين، والموظفون ولاؤهم لمن عينهم وليس للدولة التي يفترض أنها بدأتْ بمحاربة الفساد والحرب على الفساد دين في ذمة الدولة مطلوب أن تسدده لمؤتر سيدر.
واليوم أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري من مؤتمر النازحين في بروكسل أن لبنان التزم الإصلاحات لتحقيق سيدر، إلا أن أزمة النزوح تضاعف التحديات أمامه، لذلك جدد الحريري طلب الدعم المالي للنازحين مذكرا المجتمع الدولي بأنه لم يف بجميع تعهداته المالية السابقة وبتعهدات جديدة أبعد من لبنان، فإن الدول المانحة التزمت في مؤتمر بروكسل اليوم تقديم سبعة مليارات دولار لإعادة إعمار سوريا عام الفين وتسعة عشر، لكن ما دمرته الدول المتعددة الجنسية ليس سهلا بأن ينهض بسبعة مليارات غير أن هذه الأموال عينة على طريق طويلة.