Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 12/04/2019

الى جانب عراقة خان الصابون ورهبة تاريخ مسجد المنصوري الكبير وجامع طينال وهندسة قلعة طرابلس، وعطفا على أسواق العطارين ودعسات أقدام الأتراك وإبراهيم باشا وحمامات الفيحاء والتكايا والزوايا، فإن التاريخ قرر أن يدخل ديما جمالي إلى فهرسه لكونها أول امرأة نجحت “بصمت”، جندت رئاسة الحكومة لخاطرها ووضعت في تصرفها كل الفرقاطة الانتخابية لتيار المستقبل وديار العزم والصندوق الأبيض لمحمد الصفدي، واهب النفط الانتخابي في مقابل الغذاء الوزاري، صلى لها سعد ودعا لها نجيب وآمن فؤاد وسلم أشرف، وقدم محمد صندوق زكاة وسبقتهم بهية إلى الابتهال في أربعاء المدينة.

ارتفع رئيس الحكومة لأجلها إلى السماء وطار في طوافة عسكرية نحو طرابلس وانضم الى فيلق الشيخ أحمد لإجراء الهندسة الانتخابية لمعركة فرعية ليس لها أعداء سياسيون والحشد السياسي إلى طرابلس بلغ أشده عندما صدحت مواقف المبايعين تاييدا لمرشحة المستقبل.

ويحكى أن فؤاد السنيورة رأى أن انتخاب ديما جمالي يشكل دعما لبسط سلطة الدولة وأن الرئيس الحريري قرر أن يتطوع في الماكينة الانتخابية مستخدما صفته كزعيم لتيار المستقبل تاركا رئاسة الحكومة في بيروت متعاونا مع اللواء ريفي “لانو الدم ما بصير مي”.

لديما كل هذا الجمال السياسي الطبيعي والمصطنع معا لكن المرشحة التي قامت الدنيا من أجلها “لم تنبس ببنت شفة” لم يسمع الطرابلسيون صوتها تقدمت الجولات لكبار الزوار السياسيين ابتسمت وصمتت لأنها إن تفوهت ارتكبت العجائب وراكمت رفع الدعاوى فهل كانت المنازلة مع المستقل الوحيد يحيى مولود تستلزم إنزال النورماندي على شواطئ طرابلس ؟ والقيام بمعركة واترلو فرع الفيحاء ؟ وضخ الوعود في مدينة لا يزورونها إلا على التوقيت الانتخابي؟

واذا كانت هذه المعركة ضد “الفرس” كما روجت المستقبل سابقا فلماذا لم يدعم التيار الأزرق المرشح المعتقل في إيران نزار زكا ابن طرابلس كيف قضت داخلية ريا الحسن برفض طلب ترشح زكا ثم انتزع الرجل قرارا بالإجماع من مجلس شورى الدولة يثبت ترشحه.

فهذا القابع في سجن ايراني كان سيشكل عنوان معركة ضد الفرسنة لكن المستقبل اليوم وجدت نفسها في خندق واحد مع الحرس الثوري الايراني ضد نزار زكا وديما ما زالت لا تنطق تجول متبعة الصمت الانتخابي قبل أوانه وذلك لعدم الانزلاق.
فيما الداعمون الكبار للمستقبل يبيعون الطرابلسيين وعودا في الهواء وكل على ليلاه يغني ويؤلف مواويل الانتخاب.

على توقيت “جمعة جمالي” في طرابلس كانت العواصم والمدن العربية الثائرة تأخذ مسمياتها غزة خرجت ضد التطبيع الجزائر تظاهرت رفضا “للباءات الثلاث” رئيس المجلس الانتقالي عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز وهؤلاء هم رجال “الباء الرابعة” عبد العزيز بوتفليقة في السلطة.
وإذا كانت قيادات الجزائر الحاكمة قد عينت بقرار عسكري فترة تسعين يوما فإن قيادات السودان سبقتهم ومددت حكم العسكر عامين متتاليين بعد عزل عمر البشير لكن ثورة السودان مستمرة وتظاهراتها عمت الخرطوم اليوم رفضا لانقلاب الجيش على البشير وعلى الشعب معا المتظاهرون رفضوا قلب الأدوار وتكرار تجارب عربية سابقة حيث الشعب يثور ويريد فيحكم العسكر.