Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الجمعة في 26/04/2019

أهل شبعا أدرى بشعابها، من مزارعها إلى تلالها، ولن تسقط لبنانيتها بشحطة موقف يعد من أخطر المواقف التي أطلقها زعيم “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في هذه المرحلة. تلقى جنبلاط الإشارات فاشتغل راداره عكس الإرادة الوطنية. في مقابلة تلفزيونية فجر جنبلاط قنبلة: لا لتحرير الأرض بل لوهبها، في زمن تمنح فيه الأرض بالمجان، ويعطي من ليس يملكها من لا يستحقها، وأصبحنا نحن المحتلين لأرضنا.

قال جنبلاط إن مزارع شبعا ليست لبنانية، وإنه بعد تحرير الجنوب عام 2000 جرى تغيير الخرائط في الجنوب من قبل ضباط سوريين بالإشتراك مع ضباط لبنانيين، فاحتللنا مزارع شبعا ووادي العسل- نظريا- ورأى أنه أول تغيير جغرافي على الورق، كي تبقى الذرائع السورية وغير السورية بأن مزارع شبعا لبنانية ويجب تحريرها بأي شكل من الوسائل.

استند جنبلاط في كلامه إلى مراسلات سرية بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس وزراء العدو بنيامين نتنياهو. ومن المؤكد أن زعيم المختارة لم يحصل معلوماته من خصمه اللدود أي النظام السوري، ولن نضع في ذمتنا ونقول إنه استقى المعلومات من مصدرها الإسرائيلي، لكن الذي لا يقبل الشك هو أن موقفه هذا متجانس والموقف الأميركي ومن ورائه الإسرائلي.

تحصن جنبلاط بالمراسلات السرية، فيما هو ووزراؤه صدقوا على كل البيانات الوزارية في الحكومات المتعاقبة، منذ التحرير عام 2000، التي تضمنت ضرورة تحرير ما تبقى من أراض تحتلها إسرائيل في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. فهل كان جنبلاط ووزراؤه شهود زور؟. وحبر جلسة مساءلة “حكومة إلى العمل” لم يجف، حين قال رئيس مجلس النواب نبيه بري إن الإسرائيليين استطاعوا ذات يوم أن يأخذوا بيروت فهل أصبحت بيروت حقا لهم؟، المزارع الأربع عشرة لبنانية ولبنان متمسك بحقوقه كاملة.

نزع جنبلاط لبنانية المزارع عن الهوية، وأسقط معها مطلب ترسيم الحدود. وبشهادة من زمن الانتداب، فإن الحدود اللبنانية- السورية اعتمدتها الدولة الفرنسية المنتدبة على البلدين آنذاك، وبينت أن بلدة شبعا ومزارعها جزء من قضاء حاصبيا، وأن جميع سكانها والمالكين يحملون الهوية اللبنانية. والأخطر من كل ما ورد، أن جنبلاط كما أسقط الهوية أسقط الشرعية عن سلاح “حزب الله”، وعن حق لبنان في المقاومة لتحرير ما تبقى من أراض لبنانية تحتلها إسرائيل منذ عام 1967.

وفي زمن التخلي المعطوف على جوائز بملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات عن داعمين ل”حزب الله”، ف”الجديد” ستدلي الليلة بمعلومات عن الطفلة حوراء التي كتبت رسالة إلى الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله قالت له فيها: “بعد ثلاثة أشهر سأبلغ سن التكليف، وسأتكلف من دون احتفال، وسأعطيك الأموال التي ادخرتها لتشتري بها صاروخا”. وأضافت الطفلة: “لي مع أمي خمسة وعشرون ألف ليرة عندما أقبضها أعطيك إياها”. وختمت بالقول: “بحبك يا سيد”.

“الجديد” كشفت معلومات عن الطفلة حوراء، ليس سعيا وراء ملايين الأميركيين، بل للقول إن ثمة حوراء في زمن الردة.