IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 05/05/2019

من بين مواكب الشهداء في غزة، واستهداف الأجنة في الأحشاء والأطفال على فراش نومهم، ومن بين الشهب الحمر التي هدمت الأحجار الكريمة في القطاع وارتفعت نارها في ليل غزة، كان مشهد واحد يثلج قلب الوطن السليب، وهو أن يضطر وزير داخلية اسرائيل للاختباء في الملجأ هربا من صاروخ مقاوم.

ففي بئر السبع التي طالتها رشقات الفصائل الفلسطينية، كان وزير الداخلية أرييه ادرعي ينزل سابع أرض، غير واثق بقبته الحديدية التي حولها المقاومون إلى قبة ورقية.

وعلى حزنهم ورحيل أحبائهم ووداع شهدائهم في النظرة الأخيرة، صمت العالم وابتلع الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش تقريره نصف السنوي، والذي لم يؤرقه فيه سوى سلاح “حزب الله”، فصب كل مكنوناته على السلاح وشرعية الدولة اللبنانية، ولم يضمن تقريره أي قلق على مصير شعب كامل تحاصره اسرائيل بحرا وبرا، وتقتله كل يوم من ميزانية أميركية.

غوتيريش ذو العين السياسية الواحدة والميكالين الأمميين، رأى وجودا للحزب في سوريا ولم ير الاحتلال الأميركي أو التركي للدولة السورية. تحرش بسلاح غير موضوع في الخدمة إلا لرد العدوان الاسرائيلي، ولم يجرؤ على ذكر اسرائيل التي لا تزال رائحة بارودها على مواقع تابعة للأمم المتحدة، من قانا الجليل إلى مؤسسات ومدارس الأونروا في غزة.

وصمت الأمم لا يضاهيه إلا ابتلاع صوت العرب، ليبقى الفلسطينيون وحدهم في الميدان، يلقنون المستوطنين الصواريخ ويرفعون مستوى الرد.

وفي تطور عسكري نوعي للمقاومة، سيرت “حماس” طائرة من دون طيار وأطلقت قذيفة صاروخية مستهدفة آلية مدرعة. القذيفة أخطأت الهدف لكنها سجلت أول هجوم صاروخي جوا.

وبتقاطع معلومات عسكرية، تم التأكيد أن ما تم اطلاقه في غزة لم يكن “صاروخ جبران 1” الذي تسلمه وزير الخارجية من “حزب الله” في جولته الجبيلية أمس، غير أن وديعة الحزب لدى باسيل أججت جبهة الخصوم، ودفعت إلى رشقات سياسية، رد عليها النائب سيمون أبي رميا ب”كورنيت” عابر لقارة كسروان- جبيل. وقال نائب جبيل لزميله زياد حواط إن هذا الصاروخ حرر لبنان من الاحتلال الاسرائيلي وحرر جرود عرسال من الارهاب التكفيري، ولا ينسى حواط أن صاورخا جاء على بيته من حلفائه في السبعينيات وبالتالي يجب وقف تقديم اوراق الاعتماد.

وبأرواق ناقصة العد، كانت الوزيرة مي شدياق تدلي بنصف شهادة في الأشرفية بذكرى انسحاب الجيش السوري من لبنان، قائلة إن نظام بشار الأسد نهب أرزاقنا ومقدرات بلدنا ولم يشبع “كوميسيونات” في مرحلة إعادة الإعمار. شهادة دقيقة في شقها السوري، لكنها منقوصة في جزئها اللبناني الذي شارك السوريين مراحل النهب على أنواعها وأسس نظاما أمنيا- سياسيا لبنانيا- سوريا مشتركا. فالسياسيون اللبنانيون، أحياء وشهداء، كانوا أصحاب مبادرات ولم يوفروا جهدا في سرقة مقدرات بلادهم بغطاء سوري، والأحياء منهم اليوم ما زالوا يختلفون على ادارة، وعلى كسارة، ثم يجرون تفاهمات لتوزيع المغانم.

ولكن خلاف “حزب الله”- جنبلاط الذي أخذ به زعيم “التقدمي” اللبنانيين إلى مزارع شبعا وسوريا وايران، لا يتعدى سوء تفاهم على كسارة آل فتوش. هذا رأسمال القضية والتي لا تستدعي طلب وقف اطلاق النار في عين التينة.

وتمثيلية الصلحة تكسرها مسلسلات شهر رمضان الفضيل وتتغلب عليها. وبينها ما سيبدأ الليلة على الجديد.