وصلة المنصورية في بلاد العصفورية. حيث كاهن على عمود.. وزيرة معلقة على صرح كنسي.. الامن في الشارع على الشعب.. والشعب يحتمي بالرب وتصبح عندئذ الأسلاك المرتفعة في المنصورية أقل ضررا من كل هذا التوتر السياسي الديني العالي الذي من شأنه أن “يلطش” بقية الطوائف بصعقة مماثلة لا خشبة خلاص لها وفي اليوم الثالث صعد كاهن رعية الديشونية متسلقا عمود التوتر العالي فيما استنفر أهالي المنصورية وعين سعادة في وجه الاشغال المستمرة بقرار من مجلس الوزراء لكن محاولتهم وقف الأعمال تصدت لها القوى الأمنية الأمن ينفذ قرارا رسميا.. السكان يفرضون وقف التنفيذ..
أما الحكومة صاحبة القرار فتطلب تحكيم بكركي تترك وزيرة الطاقة جلسة مجلس الوزراء “لتخبر الله بكل شيء” وتضع سيد الصرح في الحقيقة العلمية الثابتة من أن الوصلة غير مضرة بالصحة ومجلس الوزراء الذي يفترض أنه صاحب قراره يدفع وزيرته إلى “فوق” ويؤمن لها وزيرا آخر عربون مرافقة مسلما ترتيب الحل للكنسية سرح المجلس بأرقام الموازنة وسرح الوزيرة بستاني إلى بكركي.. لكن ما شأن بطريرك بقرار حكومي جار تنفيذه؟ ولماذا يقحمون الكنيسة في توتر عال علما أنه إذا كان هناك من إرشاد ستقدمه بكركي فهو “منها وفيها” حيث تتعايش المنطقة مع أسلاك كهربائية مصنفة توترا عاليا.. فيما الحقيقة الأكثر سطوعا يختزنها الكاردنيال صفير الذي عاش في بكركي وعلى مذبح الأسلاك الكهربائية أكثر من نصف قرن.. وكان نضر الجسد والعقل وهو اليوم يقترب من المئة عام ولا يزال صامدا كجبل على أن تكليف الكنيسة حل أزمة كهذه.. لن ينتج عنها سوى عدوى بين الطوائف فمن سيمنع الطائفة السنية الكريمة غدا من عدم اللجوء الى مفتي الجمهورية عبد اللطيف دربان إذا ما شعروا بغبن في مشروع حكومي؟ ومن سيحد غضب الأهالي إذا ما أحست الطائفة الشيعية بتوتر عال في مناطقها أما إذا توترت طائفة الموحدين الدورز فسوف تحتكم الى شيخي عقل اثنين دفعة واحدة وما دامت الصروح والمرجعيات الدينية مكلفة حل المشكلات الاجتماعية والسياسية.. فلْنقف دقيقة صمت عن روح المؤسسات والإدرات والمرجعيات الرسمية.