بالاتكال على المولى جرى تطويق أزمة تسريب ما عرف بواشنطن ليكس، وجيرت المعركة مع الطرف الإعلامي إلى الطرف الدبلوماسي، وباتت المشكلة بين الوزير والسفير، لكن القصة ليست وليدة المحاضر المسربة من قبل وصولها إلى الخارجية اللبنانية والى يد أكثر من طرف، بل تعود إلى تحذيرات استباقية كان قد وجهها وزير الخارجية الى السفير المدعى عليه بتحميله كل تبعات ما تنشره جريدة الأخبار.
وأبعد من الإخراج كان السلك الدبلوماسي يجري إخضاعه لإهانة الأمن وبأمر من مأمور الخارجية الذي تحول الى محقق ومدع عام، وأصابه الفقه الدستوري مستخرجا من القانون ما يستلزم من عقوبات، تخريجة التسريب وخبر الادعاء تزامنا وزيارة باسيل لعين التينة، فجرى تأويل الموضوع وكأن رئيس التيار أخذ الضوء الأخضر من الراية الخضراء، وبذلك يكون باسيل قد ضرب عصفورين بحجر واحد، علما أن السفير المعني لم يعين من حصة رئيس مجلس النواب، وهو القادم إلى السلك منذ نحو عقدين ومن خط سياسي مغاير بسند كفاءة لا غير .
لقاء عين التينة تناول ترسيم الحدود الزرق، ومعها جرى ترسيم خطوط الموازنة الخضر، منها والحمر وما بينهما استعاذ بري خلال لقائه باسيل من الشيطان وقدم له النصيحة صوموا تصحوا.
على مقربة من عين التينة كان الوزراء يشرحون بنود الموازنة التي دخلت أسبوعها الثاني من الأخذ والرد من دون أن تسلك مسارها إلى المجلس النيابي لمناقشتها وإقرارها، كما وعد رئيس الحكومة وعلى توقيتها انقسم الشارع بين اعتصامين العسكريون المتقاعدون وضعوا الإصبع على الجرح فنعتوا الطبقة السياسية بالحرامية ورفضوا أن يتحملوا وزر فسادها، احتكوا بوزير الدفاع وأحرقوا الإطارات كخطوة تحذيرية على طريق التصعيد، في الجهة المقابلة من الشارع ترك أساتذة الجامعة اللبنانية قاعاتهم وفي باحة وزارة التربية قالوا لاءاتهم فيما يخص الاقتطاع من حقوقهم ومن موازنة الجامعة.
انتهت الجلسة ومشروع الموازنة، لا يزال قيد الدرس ولم يعبر مضيق السرايا – ساحة النجمة ليتصدر الحدث اليوم مضيق هرمز حيث جعجعة تهديدات بلا حرب، أقل ما يقال فيها إنها عدة من تهويل وحملة انتخابية من حملات الرئيس دونالد ترامب الذي يبيع حلفاءه أمنا مدفوع الثمن لعدو في مضيق، فواشنطن لا تريد الحرب وطهران لن تبادر إلى الضرب والبواخر حاملة النفط بابور رايح وبابور جايي.