قرقعةُ السيوفِ البلدية بدأت تُهيّئُ آحادَ الربيعِ إلى معركةٍ شرِسة.. كلٌ يختبرُ فيها حجمَه ويُجري صيانةً لمدى شعبيتِه. ولعلّ أبرزَ الاختباراتِ هي تلك المتّصلةُ بالتحالفِ العونيِّ القواتيّ.. حيث اتّضحَ أنّ صورةَ معراب المتماسكةَ ليسَت بالضرورةِ كتاباً مقدّساً ولا آيةً منزّلة.. بل إنّ وضعَها تحتَ الاختبارِ البلديّ لم يُعطِ سِوى تشقّقاتٍ وسعيٍ للغَلَبةِ في كثيرٍ مِنَ المدن. وفيما يصارعُ العونيونَ والقواتُ لإثباتِ أنّ تحالفَهم السياسيَّ يُقرّشُ بلدياً.. تبدو معاركُ الرئيس سعد الحريري موزعةً بينَ التوافقِ توفيراً للمال.. والمعركةِ جنياً للمال. فـ”سعد المُجرّدُ” مِنُ السيولةِ الانتخابيةِ الذي أصبحَ واقعاً تحتَ مديونيةٍ ثقيلة.. يدبّرُ أمورَه عَبرَ التزكيةِ والتوافقِ في كثيرٍ مِن المواقعِ البلدية.. وإنْ لوّح له فؤاد السنيورة من صيدا بورقةِ محمّد زيدان. لكنّ هذا الوَفرَ في المناطقِ لن يَنطبقَ على بلديةِ العاصمة التي تربو على ميزانيةٍ تفوقُ مِليارَ دولار.. وتتطلّعُ إلى عَقاراتِ الرملةِ البيضاء بمئةٍ وعِشرينَ مِليونَ دولار.. لذلك فإنّ على الحريري اليومَ خوضَ المعركةِ بعينٍ مفتوحةٍ على الخَزينة كي تَنتشلَه من أزَماتِه المادية. سيكونُ من مهامه أولا استئذانُ والدِه و”المُنْتَحَر” غازي كَنعان لاستراددِ مِفتاحِ بيروتَ الذي أهداهُ الشهيدُ للقتيل.. فالمِفتاحُ المرهونُ للعصرِ الكَنعانيّ مطلوبٌ استرجاعُه اليومَ بهدفِ رَهنِ بيروتَ لدائني سعد الحريري.. وهو بهذا الهدفِ يطلُبُ إلى البْيارته أصواتَهم. لكنْ بماذا سيُقنعُهم؟ أيَّ أجوبةٍ سيقدمُها عن شاطئِ الرملة البيضاء؟ عنِ الدالية؟ عن سوليدير الفارغة؟ عن سطوِها على الحوضِ الخامسِ ومراكزِ الجيش؟ عن بلديةِ بلال حمد القابضة؟ عن كاميراتِها التي تراقبُ أهلَ المدينة؟. كلُّ هذهِ التساؤلاتِ تَدفَعُ زعيماً كوليد جنبلاط إلى إعلانِ تأييدِه للائحةِ المنافسة “بيروت مدينتي”.. معَ أنّ له مرشحاً على لائحةِ الحريري.. مبرِّراً هذا الخَرقَ بترشيحِ الضرروة ِعلى غرارِ تشريعِ الضرورة.