للمرةِ الأولى يخوضُ الجنوبُ حرباً ليست ككلِّ الحروب فهذه الأرضُ هي أمُّ المعاركِ وأبوها بالفِطرة لكنّ معركةَ الغدِ ستكونُ بينَ خُصومٍ سياسيينَ لا بين أعداء حزبُ الله وحركةُ أمل يسعيانِ لتسجيلِ نسبةِ اقتراعٍ عاليةٍ ويُجريانِ ما يُشبهُ الاستفتاءَ على الخِيارِ السياسيِّ مِن طرقٍ إنمائيةٍ وبلدية ومن خلالِ يومِ الاقتراعِ غداً فإنّ التحالفَ الشيعيَّ الأبرزَ سيستخدِمُ الصناديقَ للتصويتِ على الوفاء وإنْ برداءِ التنمية وفي المقابل فإنَّ خصومَ التحالفِ الثنائيّ يتوزّعون على غيرِ بلدةٍ ويتنوّعونَ بين يَساريٍّ وقوميٍّ ومجتمعٍ مدَنيٍّ ومجموعة مواطنون ومواطنات في دولة إضافةً إلى الدورِ الأبرزِ الذي ستمثّلُه العائلاتُ وبعضُها ذَهَبَ باتجاهِ الخِيارِ الحرِّ غيرِ المؤطّرِ بالأحزابِ والتيارات على أنّ بوابةَ الجَنوبِ ستُشكّلُ فاتحةَ المعاركِ وأكثرَها تنافساً إذ تَخوضُ صيدا المعركةَ التقليديةَ في التاريخِ الحديثِ بينَ آل الحريري والتنظيمِ الشعبيِّ الناصريّ ويَضُمُّ المستقبلُ إلى تحالفاتِه الدكتور عبد الرحمن البزري والجماعةَ الإسلامية فيما الدكتور أسامه سعد يخوضُ المعركةَ بصوت الناسِ وحدَهم وهي الأصواتُ التي يعرِفُها مِلحُ بحرِ صيدا وحاراتُ المدينةِ وصيّادوها وأسواقُها التجاريةُ الشعبية وعَشيةَ افتتاحِ الصناديقِ جَرى تسريبُ شريطٍ صوتيٍّ للنائبة بهية الحريري وبدت فيه الحريري تخوضُ الجهادَ في سبيلِ استمالةِ أصواتِ الإسلاميين وهي اضْطُرت إلى أداءِ دورِ القاضي ورئيسِ المحكمةِ والمدّعي العامّ لكي تُقنعَ أهاليَ موقوفي عَبرا وغيرَهم منَ الإسلاميينَ بأنها تعملُ لأجلِهم ولم تكُن بهية الحريري بحاجةٍ إلى أداءِ “قَسَمِ اليمين” لكي تُقنعَ الناخبينَ مِنَ الإسلاميين فالمرأةُ لديها حُسن سيرٍ وسلوكٍ معَ موقوفي عَبرا وتحديدًا جماعةَ أحمد الأسير وكلُّنا يذكرُ حكاية َ”الغميضة” عندما أختبأَ الأسيرُ في منزلِ مديرِ مشترياتِ قَصرِ مجدليون محمّد الشريف وتمكّنت بهية الحريري حينذاك من تحريرِ الرجل ورَفَضت توقيفَه ولو بضعَ ساعات وعليه فقد سَبَقَ “الفضل”. صعوداً نحوَ جِزين فإنّ الناخبَ عليه أن يتمتّعَ بانفصامِ شخصية ففي جِزين انتخاباتٌ بلديةٌ ونيابيةٌ في يومٍ واحد لكنّ الغرابةَ أنّ التيارَ الوطنيَّ والقواتِ يتحالفانِ بلدياً ويفترقانِ نيابياً حيثُ الحظوظُ الأقوى للمرشّح أمل أبو زيد معَ محاولةٍ نيابيةٍ لابراهيم عازار فالقواتُ تُجري اختبارَ قوةٍ نيابيةٍ وتَحجُبُ أصواتَها عن مرشّحِ عون المدعومِ مِن حزبِ الله أمل أبو زيد “وأبو زيد خالو” مَن يكدّسُ أصواتَ اليومِ للانتخاباتِ النيابيةِ المقبلة.