جبلٌ مِن متنِ أيمنِه إلى أيسرِه. تمخّضَ انتخاباتٍ فولَدَ نتائجَ غيرَ مكتملةِ النموِّ لمحادلِ أحزابٍ نامت على مجدٍ غابر. واستَفاقت على ربحٍ بطعمِ الخَسارةِ إن لم نقلْ على هزيمةٍ مدوية. أحزابٌ ضَرَبت عَميقاً في استئثارِ السلطات.. توارثتْها.. تقاسَمت مناطقَ النفوذ.. ومَن لم يغرّدْ في سِربِها عُدَّ طافراً. جبلٌ بَمتنَيهِ الشَّماليِّ والجَنوبيِّ هزَّ زَعامات.. وزعزعَ بَكَواتٍ وحجّمَ أمراءَ.. وأسقطَ قياداتٍ إلى رُتبةِ مُفلسٍ سياسيّ.. ومَن حجَزَ منهم تَذكِرةَ العودةِ إلى مقامِه “فبطلوع الروح”.. وربِح “ع المنخار” بفَرقِ أصواتٍ هزيلٍ قيمتُه مئةُ دولارٍ ثمنُ شراءِ الصوتِ الواحد… ما بعدَ بيروتَ وجبلِ لبنانَ ولاحقاً الجَنوب والشَّمال لن يكونَ كما قبلُه.. ففِي العاصمةِ والجبلِ وعلى الرَّغمِ من تحالفِ الأحزابِ بلوائحَ جَمَعتِ الأضداد.. وجَعلت مِن أعداءِ الأمسِ حلفاءَ الكُرسيِّ البلديِّ والاختياريِّ اليوم.. وعلى الرَّغمِ من التكتلاتِ مِن فوقِ الطاولةِ ومِن تحتِها.. ومعَ ذلكَ لم تَسلمْ لائحةٌ واحدةٌ مِن الخَرق. وبِناءً على ما تقدّم فإنَّ المجتمعَ المَدَنيَّ ومعه العائلاتُ قد قال كلمتَه: مِن بعد النتائجِ الأمرُ لي… بالأمسِ رَدَمتِ السلطةُ السياسيةُ ناسَها بالنُفايات.. طَمَرتْهم بالمستوعَبات.. وطافتِ الشوارعَ بإنجازاتِهم في تقاسمِ الحِصصِ حتى في “الزبالة”. انتفضَ الشعبُ.. ملأَ الحَراكُ الساحات.. فاستُنفِرتِ السلطةُ واستَخدمت كلَّ أسلحتِها المحرّمةِ لضربِ الانتفاضة.. وخاضَت حربَ طواحينِ الهواءِ على معلومٍ مجهول. واليومَ ردَّ لها المجتمعُ المدَنيُّ الصاعَ صاعَين.. وَحجَزَ لنفسِه مراكزَ في مراكزِ القرارِ في كلِّ القُرى والبلداتِ والمدن.. بسلاحِ الوعي لا بسلاحِ المالِ ولا “زي ما هيي” ترغيباً أو تَكليفاً. ووسَطَ هذهِ المشهديةِ ثَبَتَ بوجهِ الفَرزِ الشرعيِّ أنّ الوحيدَ الذي لا يزالُ يتربّعُ على عرشِ الزَّعامةِ بلا منازعٍ وبلا طعنٍ في الشعبية هو دولةُ الرئيس ميشال المر. أَثبت أبو الياس أنه فوقَ كلِّ النزاعاتِ فكانَ المُنتصِرَ الوحيد.. هندسَ التزكيةَ في كثيرٍ مِن البلدياتِ فربِحَ واحدةً وأربعينَ بلديةً مِن أصلِ أربعٍ وخمسين.. وكوّن مجلساً اختيارياً مِن أربعةٍ وستينَ مُختاراً.. وإلى لقبِ “باش مهندس” أُضيف لقبُ “مُختار المخاتير”.