Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأربعاء في 6/7/2016

 

للمرة الأولى توحد العلماء، سنة وشيعة، على رؤية هلال واحد لا هلالين، فتوحد العيد. على الروزنامة الرمضانية، ثبت بالوجه العلمي، أن الثلاثاء كان أول أيام عيد الفطر. وعلى الروزنامة السياسية أخروه ليوحدوه. فالتلاعب بالزمن وتقديم عقارب الوقت يوما، لتوحيد العيد، قد لا يحتسب في عمر أمة اختلف بصرها مع بصيرتها في الاتفاق على رؤية هلالها.

لكن الهلال الواحد، ما كانت رؤيته لتكتمل بعين مجردة، بل بمسبار إيراني- سعودي. وعليه فقد ثبت بالوجه الشرعي، وجود اتصالات بين قطبي المسلمين، ربما يكون مؤشرا لتوحيد الرؤية الزمنية بعد الدينية. وقد تستتبع برؤيا سياسية يتنزل وحيها من صلاة عيد، وقف فيها تمام سلام جنبا إلى جنب مع الملك السعودي. فسلام اعتمر وسلم وصلى وأفطر مع الملك. ومن يدري فربما رمى عن كاهله ثقل الملف الرئاسي ووضعه بين يدي العاهل السعودي، وسعى سعيه لحمله على خلاص لبنان وتسهيل مهمة الخروج من فراغ دام سنتين وشهرا، والإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.

لكن العيدية دونها عقبات، وأصوات قد تخرج ممن أصيبوا بالعقم في الرؤية وفي التحليل، وتنبري جماعة من تيار “المستقبل” لتردد لازمتها الشهيرة بأن “حزب الله” هو المعطل في الملف الرئاسي.

وبحسبة سياسية بسيطة فالكل متفق أو متوافق على العماد ميشال عون، من “حزب الله” إلى جعجع، إلى فرنجية الذي ما أسقط الجنرال رئيسا من حساباته، إلى شرط القبول رضا جنبلاط، إلى عودة المياه إلى مجاريها ولو من قنوات النفط بين الرابية وعين التينة التي زارها اليوم عون مهنئا بري بالعيد. وعليه فقد ثبت بهذا الوجه، أن رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري هو المعطل، وما عجز عنه الحريري لدى العائلة المالكة، قد يجترح معجزته سلام من يد الملك.

وإذا كان أهل مكة أدرى بشعابها، فأهل السياسة في لبنان لا يدرون ما يفعلون. وإذا كان طرح السلة المتكاملة لبري تفكيكا للدولة، بحسب تيار “المستقبل”، فإن التيار نفسه يضرب أخماس الدستور بأسداس الطائف، ويرفض إجراء الانتخابات على أساس النسبية في المحافظات. شأنه شأن كل القوى التي ستفقد موازين قواها، فيما لو أقر قانون جديد للانتخاب. وهي تهرب إلى الأمام، واضعة عربة الستين أمام حصان التمديد، وهما خياران أمرهما مر وعلى الدستور السلام.