في مثلِ هذا اليوم ومنذ عامٍ بالتمامِ والكمال أطلت أزمةُ النُفايات برأسِها وبغطاءٍ سياسي. تزامنَ انتهاءُ العقد مع الشركة الملزَّمة واتخاذُ قرارٍ بإقفال مطمر الناعمة وما هي إلا أيام قليلة حتى اجتاحت النفايات الأقضية والمدن وتحول لبنان إلى مكبٍ كبير وشوارعُ بيروت إلى مستوعباتٍ نضحت بما فيها. وصلت الزبالة المتراكمة إلى أبواب السرايات والمقار ولم تحرك ساكناً في طبقةٍ سياسيةٍ حاكمة تواطأت مع الوقت أهملت حلَ المشكلة بفتح أبواب مناقصاتِ التلزيم لغايةٍ في نفسِ تمديدٍ لشركةٍ تقف خلفها جهاتٌ سياسيةٌ معروفةٌ وغير معروفة وككرةِ الثلج كبرت الأزمة وأدى خلاف السياسيين على تقاسم الصفقات والحصص والطمعُ في تعبئة الجيوب إلى التسريع في نضوج الكارثة وفي الوقت نفسه أعاد النبضَ إلى الشارع فكان الحراكُ الشعبي وكانت انتفاضة الحملات بمختلف عناوينهاشهور من الأزمة والسلطة تهرب إلى الأمام. رئيسُ حكومة هدد بفضح النفايات السياسية ولم يُقرِن القول بالفعل وزيرُ بيئةٍ استقال من مسؤولياته مسؤولون تورطوا بقتل الشعب على الريحة وعمِلوا على إجهاض الحراك بالتكافل والتضامن. وغداة الذكرى السنوية الأولى لأزمة النفايات ستُ شركاتٍ سيفُضُ مجلسُ الإنماء والإعمار عروضَها الأسبوع المقبل ومن بينها شركة جهاد العرب التي ما خرجت من طاقةِ العروض إلا لتدخلها من بابِها الواسع وما أدراك ما مجلس الإنماء والإعمار بعدما تحول إلى “لويا جيرغا” الطوائف وبات لكلِ زعيمٍ سياسيٍ متمولٌ يمثله فيه من رأس الهرم نبيل الجسر والمحسوب على سعد الحريري إلى نائبه ياسر شقيق الرئيس بيه بري إلى البقية المتبقية في مجلسٍ يحكمُه خمسةُ “بارونات” انتهت صلاحيتُهم منذ خمس سنوات. وفيما أسبوعنُا الطالع يشهد جلساتٍ وزاريةً متلاحقة لن تقدم ولن تؤخر في معالجة الملفات العالقة فإن الأسبوع الاقليمي الذي انتهى على محاولة الانقلاب في تركيا لم تنتهي مفاعيله بانتهاء انقلاب الساعات القليلة فالرئيس رجب طيب أردوغان أعلنها حربَ خطاباتٍ مفتوحة بالتوازي مع حملة التطهير التي أعدها سلفاً حتى وصل عداّدُ الاعتقالات اليوم إلى ستة آلاف معتقل في الجيش والأمن والقضاء بالتزامن مع حملة الاتهامات التي يقودها ضد المعارض البارز فتح الله غولن بأنه العقل المدبر للانقلاب والذي رجح في مقابلة تلفزيونية أن يكون أردوغان نفسه وراء الانقلاب العسكري بهدف تغطية نفوذه والقضاء على المعارضين.