ترنح الزخم الرئاسي أسبوعا أو اثنين، في انتظار استطلاع آخر للرئيس سعد الحريري بين الداخل والخارج، حيث لم تظهر علامات القيامة في الجولة التبشيرية الأولى، ولم يتبين مستقبل الرئاسة من الحراك المدني لزعيم “المستقبل”.
ولما وضعت قوى سياسية، بينها الحريري و”القوات”، كل المسؤولية على “حزب الله”، فإن الترقب سيذهب إلى مراسم العاشر من محرم يوم الأربعاء، وخطاب السيد حسن نصرالله في المناسبة، وما قد يضمنه من مواقف، لاسيما أن الحزب وإن دعم ترشيح عون، فإنه لم يبد رأيا في عودة الحريري لرئاسة الحكومة، باستثناء الانفتاح الذي مرره نصرالله في آخر إطلالاته.
وإلى حين اختمار الانعطافة الحريرية، فإن الرئيس فؤاد السنيورة آثر الاستطلاع من مصر، حيث التقى وزير خارجيتها والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط. أما الرئيس نبيه بري فقد قرر الإشراف على مقادير “الهريسة” العاشورائية في المصيلح، مرددا أنه سيجلس ويتفرج.
وعلى ضفة الرئيس مع وقف التنفيذ، فإن “التيار الوطني” ينفي وجود أوراق سرية مع الراعي الرسمي للترشيح. وقال النائب إبراهيم كنعان ل”الجديد” أن لا صحة ولا عافية للحصص الوزارية، وإن كل التفاهمات معلنة وعلى رأس السطح.
لكن كل هذه المواقف لا تزال على نار غير حامية. لتترك النيران إلى ساحاتها المتوزعة بين حلب واليمن. ففيما يبحث مجلس الأمن اليوم في مشروعي قرار روسي وفرنسي حول وقف إطلاق النار في سوريا، تصاعد اللهب من صنعاء في أكبر المجازر ترويعا منذ بدء الأزمة. غاراث ثلاث متتالية نفذها التحالف العربي، واستهدفت مجلس عزاء في العاصمة اليمنية، ما أوقع مئات الشهداء والجرحى في حصيلة لم يجر إحصاؤها بشكل كامل حتى الساعة.
واقعة الصالة الكبرى في صنعاء، من شأنها أن تتحول إلى جريمة حرب كبيرة، بعدما حصدت مدنيين بعضهم لم يتم التعرف إلى إشلائه بسبب التفحم.