سعد الحريري الذي أقصي عن السرايا من مركز الرابية للهزات الحكومية في عملية خلع أردته متشردا سياسيا عام ألفين وأحد عشر، انتزع الفوز من قلب بعبدا العونية اليوم واسترد الوديعة التي كلف لها رجل السلام الحكومي تمام سلام.
فاز الحريري من يوم الاستشارات الأول وسمته كتل نيابية لتسلم هذه المسؤولية من دون منازع وبلا أي منافسين على الموقع. ستة وثمانون نائبا للحريري والبقية تأتي غدا في استشارات يجريها الرئيس ميشال عون وتختتم بأركان الثنائي الشيعي “حزب الله” و”أمل”، وإذا كانت كتلة التحرير والتنمية قد أجرت رسما تشبيهيا يحوم حول الحريري وبدأت تقترب من تسميته تحت عنوان “حكومة الوحدة الوطنية”، فإن “حزب الله” لا يزال مطبقا على صمته باستثناء توكيد فياض يضع الحزب والحركة في مركب واحد.
لكن لهذا المركب ربان عليه أن يقرر الإبحار في ملح الحريري وتسميته حتى لا تفقد السفينة ميثاقيتها، ولزاما فإن طرفا شيعيا من اثنين سيقدم على هذه الخطوة، وغالبا دفة بري الأكثر ترجيحا، ويعود هذا الاستنتاج إلى مضامين اجتماع كتلة بري اليوم وإشارتها الى حكومة الوحدة التي لا تقوم إلا على المشاركة بين جميع مكونات لسلطة.
لكن ماذا عن الترميز المتبع من رئيس المجلس تجاه رئيس الجمهورية؟
يقول بري لزوراه إنه بعث برسالة عاجلة إلى القصر الجمهوري مفادها: “الله يحمي الرئيس ممن حوله”. واتبعها بأخرى قائلا: “نحن انتخبنا شخصا واحدا لرئاسة الجمهورية هو العماد عون في تلميح إلى الوزير جبران باسيل الحاضر بعضا من اللقاءات مع الرئيس عون.
وإذا كانت رسائل بري قد أبرق بها بصفة عاجلة إلى دوائر القصر فإن على فخامته أن يرد بصيغة المعجل المكرر نحو عين التينة وساحة النجمة ليطلب الدعاء المماثل لرئيس المجلس الذي تحميه رعية قابضة وحاشية تستزرق ووزراء وأرداف وملاحق تقتات رزقها من عرق السلطة بجهد وكد لتحصيل تعب المحرومين. وينصح مع الدعاء خرزة زرقاء ستعيد السلطة الثانية إلى بيت الطاعة السياسية “والسما زرقا”.