سرايا عابرةٌ للسرايا تعَسكرَ وئام وهاب بثوبٍ رياضيٍ وقمصانٍ سُود وعَصْبةِ رأسٍ لصفوفٍ مَرصوصة وتَسلّحَ عُلُوَّ النَبرة بعَتادٍ بشريٍ منزوعِ السلاح مُعلنينَ له الدّينَ موحّدينَ ممانعين جيشٌ وهّابٌ كَسّاب يتطلّعُ إلى دعمِ المؤسسةِ العسكرية وصَدِّ أيِ عدوانٍ إسرائيليٍ معَ المقاومة لكنَ أجهزتَهُ التِقْنية مُزوّدةٌ برادارٍ سياسيٍ يَتطلعُ إلى نُقطةِ المختارة – خلدة كهدفٍ للرصْدِ وتسديدِ الصَلْياتِ من مواقعِه في جمهوريةِ الجاهلية وبأنظمةٍ بعيدةِ المدى. صواريخُ وهاب ذاتُ الرؤوسِ السياسية حَلّقت ولم تنفجرْ واستقرَّ عمقُها في بيوتِ السياسة من البيك إلى المير وصولاً إلى الأيادي العاملة على تأليف الحكومة مع تحذيرٍ للدرزيَيْن الكبيرين قائلاً: أنا أتحداكم أُرفضوا أيَ تسويةٍ لا تَضمنُ لنا حقيبةً سيادية ومَن يَقبل نحنُ نتكفّلُ منعَه بالقوة منَ المشاركة في الحكومة. لكنْ هل كانتِ الحقيبةُ السيادية تَستلزمُ كَسْرَ السيادة؟ فالاستعراضُ المموّهُ بالروحِ الرياضية لم يَضرِبْ جنبلاط وأرسلان فحسْب بل أصابَ صورةَ العهد واستقرارَه وقد يَسمحُ لأيِ فريقٍ سياسيٍ آخرَ بإستنساخِ التجرِبةِ غداً لكنَ ذلكَ لا يعني أن رئيسَ حزبِ التوحيد يجبُ أنْ يبقى مَعزولاً في التمثيلِ الحكومي لاسيما أنه دَخَلَ شريكاً ثالثاً مُضارباً على المعادلةِ الثنائيةِ التاريخيةِ دُرزياً وفي ظِلِّ التوافقِ ومعاهداتِ الأُخوّةِ والتنسيقِ بينَ الشيعة، والشيعة السُنة، والسُنة المسيحيين، والمسيحيين بقيتِ الطائفةُ الدرزية على غيرِ وئامٍ بين أطيافِها السياسية واستَبعدت إبنَ الجاهلية من الحِصةِ الحكومية إلى أن انقلبَ عليها ودَبَّ الرعبَ فيها وكَشَفَ بعضَ أوراقِها المستورة كتلك التي أعلنها وهاب اليوم عن زعيمِ الحزب التقدمي والإغراءِ الماليِ والسياسيّ الذي كان سيحصلُ عليه عامَ ألفين وأربعة من سوريا الأسد. ردُ جنبلاط على ابنِ جِلدته كان في جلسةِ تأمُلٍ افتراضية رأت في الاستعراض سهاماً ورقيةً طائشة ما استدعى تعليقاً من وهاب يقولُ فيه: النمورُ الكرتونية لا تستأهلُ أكثرَ من صواريخَ ورقية. ومن النمورِ والأُسود إلى ثعابينِ الحُكمِ العسكريّ في مصر حيث باتتِ الصحافةُ سجينةَ رأيِها وموقفِها من قضايا ذاتِ سيادةٍ وطنية إعترض صِحافيان قبلَ أشهرِ على وهْبِ جزيرتي تيران والصنافير للسعودية فاندلعَ ما سُمي ثورةَ الأرض إحتمى الصِحافيان بنقابتِهما فاقتحمتها وزارةُ الداخلية وأُوعز إلى محامٍ متسلطٍ يُمثّل النظام برفْعِ دعوى إيواءِ إرهابيين على نقيبِ الصحافة (يحيى قلاّش) الذي صدرَ بالأمس حُكمٌ عليه بالسجنِ عامين معَ دفعِ غرامة خبطةٌ ضِدَ الصحافة لم يَسبِقْهم إليها رجب طيب أردوغان ذو الحساسيةِ المُفرِطة من الكلمة والحقيقةِ والخَبر لم تَعرفْ مِصر ديكتاتوريةَ الرأي حتى في أيامِ حسني مبارك وبعدَهُ معَ الإخواني محمد مرسي الذي هُتكت سُمعتُهُ وشخصيتُهُ وإنكليزيتُه وأصبح “نكتةً” أسبوعية على برنامَج باسم يوسف اليوم في عهدِ المُشير عبد الفتاح السيسي فإنّ الصحافةَ الحُرّة والحُكم “دونت ميكس”.