آخر مراحل حلب استدعت صرخة الأمم على بضعة أحياء أصبحت مطوقة.. ورفض الإرهابيون الانسحاب منها متخذين من السكان دروعا بشرية والمسلحون إن وافقوا على الخروج فهم وفق معادلة “ميت ميت”.. لأن السواد الأعظم منهم يتحدر من أصول شيشانية وطاجيكة وقوقازية.. ولو انسحبوا فسوف يقعون في حضن فلاديمير بوتين الدافئ وإلى الأحياء المحاصرة فقد شهد يوم حلب خروج آلاف ونزوحهم تحت نظر الجيش السوري الذي أبقى على ممرات للانسحاب لكن صرخة الأمم توسلت عطفا دوليا لعقد جلسة مجلس الأمن واستنهضت آراء لإدانة ما سمي مجزرة حلب.. من دون أي إدانة للارهاب المتحصن فيها الذي يبتز السكان ويمنعهم من النجاة. الإبادة الأسرع جاءت بالضربة القاضية للمحكمة الدولية التي خسرت دليل إثبات جديدا عبر تقديم المحامي إميل عون أدلة موثقة تؤكد أن المتهم سليم عياش كان في زيارة حج للمملكة العربية السعودية في التاريخ الذي كان يفترض أن يراقب فيه طرقات سيسلكها الرئيس رفيق الحريري ويشتري الميتسوبيشي ويعد لعملية الاغتيال. سليم عياش في الحج.. مصطفى بدر الدين في ملكوت السماء.. قناة الجديد براءة من تهمة التحقير.. فماذا بقي من هيكل المحكمة الدولية. سقط ركن المحكمة وأدلتها ومتهموها. ولم يتبق لها إلا إبراهيم الأمين وجريدة الأخبار. عل آل الأمين يستخرجون مرارتها ويدفعونها إلى اعتزال الصرف من جيوب اللبنانيين. الذين ما عليهم بعد اليوم سوى رمي قراراتها الظنية في الصرف الصحي. والشيء بالشيء يذكر. حيث طافت مجاري الصرف الصحي في أول شتاء رسمي. وأغرقت معها وعود وزير الأشغال غازي زعيتر الغائب عن المتابعة والمجهز بسلاسل معدنية تتيح لها الطيران في “سماه”.. وتجهز له مدرج المطار والباركينغ وكل ما ملكت أيمانه قد يكون الرئيس نبيه بري تخلى عن الأشغال بسبب تراكم فضائح زعيتر الذي لم ينته عن منكر الصفقات وهناك احتمالان لإهداء وزارة الأشغال إلى فرنجية.إما السبب الوارد أعلاه. وإما أن رئيس المجلس أراد أن ينزع عن نفسه تهمة تعطيل الحكومة ويرمي بها على الموارنة.. بحيث تعترض القوات ويتثاءب التيار الوطني وتترنح الحكومة وتقف عند عقدة جديدة لينسحب التعطيل على الانتخابات النيابية ونقع أمام حتمية التمديد وبذلك يضمن بري ولاية رئاسة مجلس خامسة من دون منة أحد لكن جعجع ضرب ضربة حكيم ونزع فتيل التفجير عبر موافقته على عملية التنازل المفخخة وإلا فإن تاريخ الرئيس نبيه بري لا يعرف الهبات السياسية بالمجان.. وهو صاحب شعارات التقاسم في الدولة واقتناص الحصص من التراب.. إلى العدس.