بدأوها حملة بالطرق السلمية بالمفرقعات و” الصفيرة” ووضعوا استراتيجية دفاعية شكلوا لها سرايا من كشاشي الحمامونصبوا آلات تخرق جدار الصوت وأبواقاً تبث أصواتاً خلّبية لزوم وضع حد لطائر يهدد أمن الملاحة الجوية كل ذلك أخذ حصته من الأخذ والرد بهروب المسؤولين إلى الأمام واعتمادهم أسلوب اللف والدوران في علاج مرض النفايات المستعصي على الحل بعد أن تحول هذا الملف إلى مزراب من مزاريب هدر المال العام لحساب الصفقات والسمسرات وتكديس الثروات من أكياس النفايات ومستوعباتها ومكباتها ومطامرها لأكثر من عشرين عاماً خلت . لكن أن تتحول الحملة إلى حرب عالمية بيئية ضد عدو صديق للبيئة فجريمة لا تغتفر لمسألة ليس فيها نظر. بعد إعطاء حكم البراءة لمطمر الكوستا برافا سبب العلة المدبرة من رؤوس تنتحل صفة الإنماء والإعمار واقتياد مشتبه فيهما طير النورس ونهر الغدير إلى محكمة لم تنعقد للنطق بالحكم وعلى طريقة الأحكام العرفية حددت ساعة الصفر بموت غير رحيم فاصطف عتاة الرماة وصوبوا أسلحتهم السوداء باتجاه الطائر الأبيض وبما يشبه حرب الإبادة مئات من طيور النورس سقطت صريعة ذنب لا ذنب لها فيه سوى أنها وجدت في المكان الصح لمطمر أقيم في المكان الخطأ. لم يتكلف أولياء الأمر السياسي عناء مراجعة الاتفاقية الدولية الموقعة من الدولة اللبنانية لحماية الطيور المائية والمحمية عالمياً من الصيد كما ضربوا سابقاً عرض الحائط اتفاقية برشلونة لحماية البيئة البحرية والمنطقة الساحلية للبحر المتوسط بأن أقاموا مطامر تجاور فقش الموج وتكاد تلامس مهابط الطيرانوكما وضع القيمون اللبنانيين أمام خيارين أحلاهما مر بين النفايات التي تكدست على أبوابهم والمكبات العشوائية والمطامر حشروا رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط محمد الحوت بين فكي كماشةفاختار مكرهاً تنفيذ القرار الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء بالتخلص من طيور النورس تفادياً لكارثة محتمة تحوم حول طيور الميدل إيست.