أولُ ظهورٍ “للحشدِ الشعبيِّ” الانتخابيِّ في لبنانَ رُصِدَ في المختارةِ اليومَ معَ وفودٍ جاءت مبايعةً الزعيمَ وليد جنبلاط وما تفرّعَ عنه مِن قراراتٍ تَخُصُّ قانونَ الانتخاب .. وأمامَ تقاطرِ أهلِ الجبلِ ونوابِه أعلن الحزبُ الاشتراكيُّ أنه ما مِن أحدٍ يستطيعُ أغراقَنا طائفيًا ولن تَعنينا اجتماعاتُهم الرُّباعيةُ ولا قانونينُهم أكثريةً كانت أم نسبية
وما أعلنه الاشتراكيونَ في تظاهرةِ التأييدِ لجنبلاط وتيمورِه كان المستقبلُ يُخفيهِ في سرِّه ويُسّربُ النائب محمد الحجار بعضاً من توجّهاتِ التيارِ الأزرقِ مؤكّداً رفضَ النسبيةِ الكاملةِ ومؤيّدًا النسبية ” اللايت” أو النظامَ المختلطَ مرجِّحاً أن تكونَ هذه الصيغةُ الأوفرَ حظاً
والاشتباك الانتخابي يدورُ على أبوابِ الأيامِ العشَرةِ الاخيرةِ مِن مُهلةِ دَعوةِ الهيئاتِ الناخبة إذ اعلنَ وزيرُ الداخلية نهاد المشنوف ومِن دارِ الفتوى اليوم أنه ملزمٌ دَعوةَ الهيئاتِ الناخبةِ في موعدٍ لا يتجاوزُ الحاديَ والعِشرينَ مِن شُباطَ الحالي .
وحِيالَ هذا الأمرِ أكّدت مراجعُ دُستوريةٌ للجديد أنّ وزيرَ الداخلية يستندُ إلى المادةِ الرابعةِ والأربعينَ مِن قانونِ الانتخاب الذي يحتمُّ عليه هذا الإجراءَ مَرحلياً أما إذا تمّ التوافقُ فيما بعدُ على قانونٍ آخرَ غيرِ الستين النافذِ عندئذٍ فإنّ القانونَ الجديدَ يُلغي القانونَ القديم ويُرتّبُ إجراءاتٍ جديدةً بينَها موعدٌ آخرُ للهيئاتِ الناخبة للوزيرِ الزاميةُ الدَّعوةِ مِن بابِ رَفْعِ المسؤوليةِ وعدمِ مخالفةِ القانون ولرئيسِ الجُمهوريةِ خِيارُ عدَمِ التوقيعِ على المرسومِ العادي لكنّه سيعتبرُ مخالفًا للقانون .. بيدَ أنّ توقيعَه أيضاً سيُعَدُّ خَرقاً لقَسَمِ عهدِه لأنه سيكونُ قد وافقَ على قانونِ الستين المرفوضِ قَطعاً الذي أقسمَ أنه لن يسيرَ به إنما بصيغةٍ عادلةٍ تمثّلُ الجميع أمام هذا الضياع فإنّ التعويلَ هو على المُهَلِ التي تلي شباط .. فيرفُضُ الرئيس عون التوقيعَ على المرسوم في انتظارِ التوافقِ على صيغةٍ جديدةٍ قبلَ شهرِ أيار .. وإذا تعذّرَ الاتفاقُ نذهبُ إلى الفراغ .
غيرَ أنّ الأولوياتِ الانتخابيةَ لا تُلغي الاستحقاقاتِ الدبلوماسيةَ وعَلاقاتِ لبنانَ بالدول إذ يستعدُّ الرئيس عون الاثنينِ والثلاثاءَ لزيارةِ مِصرَ والأردنّ وذلك بعدَ السُّعوديةِ وقطرَ بحَسَبِ التسللِ الأبجديِّ السياسيّ. أما سوريا الواقعةُ في قلبِ الحَرف .. والحرب .. فإنّها خارجَ جدولِ الزِّياراتِ الرئاسيةِ حالياً تجنّباً لأيِّ سجالاتٍ داخليةٍ كما يؤكّدُ النائب الآن عون