IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الجديد المسائية ليوم الجمعة في 9/8/2024

هربت إسرائيل إلى الأمام من الحساب الكبير فضربت سوق الحسبة في قلب مدينة صيدا بصاروخين محمولين على مسيرة، مستهدفة سيارة عند مدخل السوق ما أدى إلى سقوط شهيد وجريح من حركة حماس وجولة التصعيد النهارية بضرب بوابة الجنوب استبقتها إسرائيل بحرب نفسية ليلية أطلقتها بمسيرات ناطقة باللغة العربية احتلت أجواء القرى الحدودية بتحذيرات وتهديدات للسكان الآمنين الصامدين.

وفي رسم تشبيهي للمشهد فإن مطار بيروت يستقبل ويودع “والريح بتصفر في مطار بن غوريون” وهو ما ينطبق أيضا على المستوطنات شمال الأراضي المحتلة إذ ومن المسافة صفر وللمرة الأولى منذ أحد عشر شهرا عاينت كاميرا الجديد الخط الأزرق بجولة حصرية مع أصحاب القبعات الزرق حيث تمت معاينة قواعد ومواقع اليونفيل ورصدت حجم الدمار الذي ألحقه الاحتلال بالقرى الحدودية فدخلت إلى طير حرفا والجبين ويارين ورامية ومروحين ومن هناك وعلى مرمى حجر وثقت خلو المواقع العسكرية الإسرائيلية وتواري الجنود إلى ما بعد بعد الحدود.

أما الحرب بغاز الأعصاب فاندلعت على جبهتين في سباق تسلح تولى فيها قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا زيارة مقر سلاح الجو الإسرائيلي بعد رفده بسرب من طائرات أف 22 وأخواتها في حين أعلن الحرس الثوري الإيراني أن قواته البحرية حصلت على منظومات رادار جديدة وأنظمة الحرب الإلكترونية وعلى أحدث أنواع التجهيزات العسكرية المضادة لجميع الأهداف البحرية

وعلى هذا المسار دخلت المنطقة مرحلة الانتظار الثقيل المخصب بأعلى درجات الاستنفار وفي مساعي اللحظات الأخيرة شق البيان الثلاثي القطري والأميركي والمصري ممرا بين نارين اتكأت الثلاثية على المبادىء التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن أواخر شهر أيار الفائت ودعمها مجلس الأمن الدولي بقرار حمل الرقم 2735 للوصول إلى صفقة تؤدي لوقف إطلاق النار على أن تستضيف القاهرة أو الدوحة الاجتماع في الخامس عشر من الشهر الجاري

ونقلا عن مصادر مطلعة أفادت بأن الوسطاء الرئيسيين سيحضرون جولة المفاوضات وأن مدير سي آي إيه سيرأس الوفد الأميركي وإذ أكد ديوان رئاسة مجلس الوزراء الإسرائيلي إرسال وفد لتحديد بنود وإطار الاتفاق لم يصدر لحينه أي موقف رسمي من حماس واكتفت مصادرها بالتأكيد للجديد على ثوابتها بوقف إطلاق نار دائم وانسحاب كامل من قطاع غزة بما في ذلك معبر رفح وعودة النازحين الى شمال القطاع وإبرام صفقة تبادل أسرى حقيقية, أما حزب الله فقد أجرى عملية فصل للمسارين بتأكيد الرد على اغتيال القيادي فؤاد شكر بمعزل عن أي اتفاق.

بيان الثلاثية الذي دخل في سباق مع الوقت بين الرد الإيراني ورد حزب الله قوبل بترحيب غربي وعربي ومن ضمنه لبنان الذي وجد فيه رؤيته لخفض التصعيد بالمنطقة معطوفا على ورقة سلمتها الحكومة اللبنانية إلى سفراء الدول المعتمدين في لبنان والتي حددت القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في الجنوب وخفض التصعيد وتجنب حرب شاملة مع الاحتفاظ بحق الدفاع عن النفس وفقا للقانون الدولي.

وفي المحصلة واستنادا إلى تجارب المفاوضات السابقة فإن موافقة بنيامين نتنياهو على إرسال وفد للتفاوض لا يعني الموافقة على إبرام صفقة تفك صاعق الانفجار الكبيروخصوصا أن سموتريتش أحد جناحي اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية وصف البيان بالمصيدة. ونتنياهو نفسه قال لمجلة “تايم” اخيرا ان لا وقف للحرب في غزة حتى تحقيق الأهداف

وفي المقابل فإن جدارا عازلا من انعدام الثقة ارتفع بين الولايات المتحدة والمنطقة كونها شريكا في حرب الإبادة على القطاع لا وسيطا لوقف الحرب فهل أميركا اليوم غيرها ما قبل اغتيال القياديين اسماعيل هنية وفؤاد شكر؟.