بغيبة الرئيس “نزل الشتي” ولم يطلع فخامته على البال افتتح تشرين موسما خريفيا لم يرق الى مستوى العاصفة وذاقت الأرض أول الغيث فتساقط المطر بالتوازي مع زخات قطر. فرئاسيا لا متحرك إلا المساعي القطرية التي ستصب في القنوات الخماسية، لكن الأشهر المطلة على نهاية السنة لا يبدو أنها تحمل بذورا انتخابية.. وكل المساعي والمبادرات يمكن إدراجها في بند شراء الوقت أو إهداره. وفي اتهامات التعطيل، فإن أحدا لن يستحصل على صك البراءة وهم يطبقون شعار “كلن يعني كلن” وبكل فخر من الثنائي المسيحي المتباعد رغم التقاطع إلى الثنائي الشيعي.. فالنواب المنتظرين على قارعة الرصيف أما الخارج فيصبح يوما بعد يوم ضالعا في التعطيل واجراء التجارب الاختبارية على اللبنانيين، اذ لم يضغط او يحزم امره في الدعوة الى جلسة انتخاب وليأت بموجبها من يأتي. وعلى ما يبدو فإن آلية عمل بعض الخماسية هي “تسعير” الرئيس وتقريشه على سعر الصرف السياسي الاسود وغالبا ما يسيل لعاب القيادات والاحزاب اللبنانية على المحفزات المالية فترفع من اسعارها كلما وجدت ان “البضاعة” الرئاسية قابلة لعمليات البيع والشراء وفي رصد النتائج ان الحراك لم يؤت ثماره بعد لا بالربح والا الخسارة وأن مواعيد الزيارات الفرنسية القطرية غير واضحة التواريخ بانتظار استكمال جولات لودريان في الخارج وكل ما استجد في الداخل أن الثنائي الشيعي وبين تصريح وآخر يرحب بالمبادرات الخارجية لكن من دون إملاءات . فهل إن هذا الترحيب سيقود الثنائي الى درس خيارات اخرى لاحقا وبأي ثمن؟ كل التساؤلات تبدو مبكرة لكنها غير مستبعدة ولحينه فإن كل طرف سيقدم على رفع “مهره” السياسي واذا ما تمت الصفقة وانتخب رئيس للبنان فسيكون ذلك اما بقوة خارقة خارجيا او برشوة من الخارج الى الداخل حتى لا يسجل اللبنانيون ولا لمرة واحدة انهم انتخبوا رئيسا صنع في لبنان .. او خاليا من اي محفظة مالية.