كبير هذا الأحد اللبناني بديمقراطيته، التي أثبتت أنها أكبر ممن أؤتمن لتسييلها، أي وزارة الداخلية، السلطة المعنية. فلو أحسنت الوزارة الحسابات، واحتسبت لكل مقترع الوقت المفترض لإداء العملية الانتخابية، لزادت أقلام الاقتراع، وما كانت لتحرم الكثيرين حقهم نتيجة الزحمة التي أعيتهم. فكانت تحضيراتها لتكون، بما يليق باندفاعة مختلف المكونات الوطنية.
ورغم كل الأخطاء، بل بعض الخطايا الإدارية، التي عقدت عملية الانتخاب، فإن اللبنانيين عند إصرارهم على ممارسة واجبهم الوطني، حضروا بكثافة داخل أقلام الاقتراع، رغم رفض وزارة الداخلية تمديد الفترة الانتخابية.
فترة أحالت الوطن إلى واحة من الديمقراطية، التي تربو بأمن وأمان بفضل التضحيات، التي سيجت الوطن من كل خطر، فتمكن جميع اللبنانيين من ممارسة حقهم على كامل أراضي الوطن، رغم استعار حملات التحريض، التي عكرت ولو لقليل، الهدوء العام ببعض المشاغبات.
أقفلت أقلام الاقتراع بنسب حشد الجميع لكي تكون عالية، والنتيجة المعروفة قبل فرز الأصوات، فوز المواطن اللبناني بهذا الاستحقاق الوطني، على أمل أن تحمل النتائج ما فيه مصلحته.
أما أهل المقاومة الذين حملوا كل الفخر والوفاء لأهل العز والتضحيات، فقد سطروا على مساحة الوطن أجمل صورة، متخطين كل العراقيل اللوجستية، فلبوا نداء الواجب الوطني انتخابيا، كما لبوه ببذل الدماء ليبقى الوطن كل الوطن عصيا على كل المؤامرات..