ليس في منطق الحروب حربا سخيفة، بل هو استخفاف اميركي بالمنطقة واهلها، وبحلفائه لا بخصومه..
فلقد آن الاوان لخروج اميركا من تلك الحروب السخيفة واللا متناهية، قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب، معلنا انسحاب قواته من شرق الفرات السوري، واضعا حلفاءه الاكراد في سوريا على مقصلة التركي دون سابق انذار..
لن تكون “قسد” آخر ضحاياه، وهو ما كان مقصده يوما الدفاع عن احد الا عن مصالحه، التي باتت واضحة انها مبنية على العودة الى الداخل المأزوم.
ليس شرق الفرات اول دليل، فغرب شط العرب اقسى وامر.. وما ارامكو المحترقة، ونحيب حليفه محمد بن سلمان سوى خير دليل على هذا العقل الاميركي الذي تركهم في لهيب الازمة من دون ان يحرك سوى وسائل التواصل الاجتماعي مستنكرا ومتوعدا..
ومع خطوته اليوم استنكارات من داخل الحدود الاميركية ضد قرار رئيسهم لا تأثير لها، وعويل اوروبي من تداعيات القرار الاميركي باطلاق اليد التركية في المساحة الكردية وما يعنيه من تداعيات على المصالح الاوروبية في المنطقة او خشية من مزيد النازحين نحوها فضلا عن الارتدادات التي ستصيب الجاليات الكردية المنتشرة في مختلف الدول الاوروبية..
انه دونالد ترامب الذي باع في اغلى الامكنة بالنسبة لبلاده وامنها القومي، بل باع السعودية وباع في سوريا، فهل من يتعظ في لبنان، ويكف عن بناء الاستراتيجيا بل الاوهام على قرار اميركي من هنا او خطوات من هناك؟
انه الاميركي الذي لا يقاتل لاجل احد سوى مصالحه، او من اجل الاسرائيلي، وما قضية العميل عامر الياس الفاخوري الاسرائيلي الهوى بهويتين لبنانية واميركية سوى خير دليل، فبحسب مصادر مطلعة للمنار فان الاميركيين يمارسون الضغط على القضاء العسكري اللبناني للافراج عن هذا العميل..
اما اللبنانيون واقتصادهم المأزوم فلا يزالون تحت الضغوط الاميركية لصالح تل ابيب. لكن لبنان قادر على مواجهة الضغوط التي يتعرض لها من الداخل والخارج، أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خصوصا ان الوحدة الوطنية مصانة والخلافات السياسية لا تؤثر على الموقف الوطني العام كما قال.