أشبه بالقصص الخرافية ما يحدث في السياسة اللبنانية، البداية بأبطال وهميين، والنهاية بآخرين، واللبنانيون في نهاية المطاف ضحايا موهومون.
بفتوى شرعية واضحة، بعد غنج تلك السياسية المواربة، أخرج سمير الخطيب من نادي رؤساء الحكومات، وفي وادي أبو جميل رد الخطيب الجميل للرئيس سعد الحريري، فشكره على وفائه، كما شكره قبله محمد الصفدي، وبهيج طبارة، والأمل بألا يطول تعداد ضحاياه الشاكرين.
اعتذر سمير الخطيب إذا، بعد أن أجمعت الطائفة السنية على تسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة، بحسب دار الفتوى، فسأل النائب فيصل كرامي عن جدوى الاستشارات النيابية، طالما أن الطائفة السنية أعلنتها من دار الفتوى مبايعة شاملة لسعد الحريري.
لكن الاستشارات النيابية ما زالت في موعدها، ما لم يصدر عن قصر بعبدا خلاف ذلك. أما ما صدر من الشارع الذي كان يعبأ خدمة لأجندات سياسية، فقد اختلف مع اختلاف الأجندات المحركة. وتبقى حركة الغد غير معلومة، بانتظار ساعات ليل طويل ستكون ملأى بالمشاورات، التي ستحدد مصير أو مسار الاستشارات.
أما البلد الذي لا يكفيه تشويه السياسيين للحقيقة فيه، واستغباؤهم لعقول بنيه، كان اللافت اليوم ما بثته منابر بعض رجال الدين، واستدعى ردا من المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، الذي خاطب من يعنيهم الأمر، بأن ليس من يحمي الدار كمن يسرقها، وليس من يطرد الغزاة كمن استجلبهم، وليس من قاوم الاحتلال كمن هرب من مقارعته.
وأضاف الشيخ قبلان، ردا على المطران الياس عودة الذي أساء للمقاومة وسيدها، ان المقاومة حررت ولم تحكم، قدمت ولم تأخذ، قاومت وعينها على لبنان وليس على كراسيه.
أما كل ما يجري وما يقال، فقد رآه رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، محاولة قلب موازين القوى للضغط على المقاومة والخيار المقاوم، معتبرا أن ما قيل ضد المقاومة وسيدها هو تجهيل للأسباب الحقيقية للأزمة، بل تبرير لاستهداف المقاومة في لبنان. إنه كلام ليس بريئا ومن يقوله ليس بريئا، بحسب النائب رعد.