الى العمل هو شعارها، وقليل الكلام هو خيار وزرائها، والمطلوب الكثير من الجهد عند الحكومة المذخرة بطاقات لم يستطع أن يتجاهلها حتى المتربصون بها.. والمطلوب ايضا القليل من الواقعية عند كل المعارضين، فليمهلوا الحكومة حتى يحكموا على اعمالها، ان كانوا بشعاراتهم صادقين ..
أطلت الحكومة بصورتها التذكارية وجلستها الاولى برئاسة رئيس الجمهورية، وعلى رأس الاولويات كسب ثقة الناس من خلال الاداء، ومواجهة الوضع الاستثنائي بحكومة متضامنة لا مكان فيها للمناوشات السياسية بحسب رئيسها، وهدفها انقاذي من الوضع الكارثي، وفي مرحلة هي الأصعب بتاريخ لبنان..
وللتاريخ، فان حكومة يكثر نقادها، قد ساهم الجميع بانتاجها، إن من خلال اداء سياسي واقتصادي متعثر، او من خلال صرخة الناس الموجوعين لا اولئك المشاغبين، فكانت عبارة عن اصحاب كفاءات وهمة، أجادوا في ادارة مشاريعهم الخاصة، ومستعدون لتكرار تجربتهم لاجل المصلحة العامة..
وعلى العموم فان المكتوب يقرأ من العنوان، لن تستطيع الحكومة أن ترضي المناكفين، وعليها ان تقنع بادائها وشفافيتها المواطنين المرهقين من الاوضاع الاقتصادية والملسوعين من الاوضاع السياسية.
سنبني على الايجابيات، قال الرئيس حسان دياب، واول العمل سيتركز على اتمام البيان الوزاري لنيل الثقة كما قال، ثم البدء بتطبيق الاصلاحات المطلوبة، مع اعلانه تشكيل لجنة مختصة ستجتمع خلال يومين للبحث في العلاجات السريعة للوضعين الاقتصادي والمالي..
الرئيس العارف دقة الظروف والتحديات التي تواجه حكومته، وعد بالعمل لتحقيق مطالب الناس الموجوعين والحراك السلمي لا الحراك السلبي والعنفي كما اسماه..
وعلى اسم الحكومة الانقاذية كان تفاؤل الرئيس نبيه بري الذي دعا للاستفادة من هذه الفرصة بعيدا عن تصفية الحسابات والتشنجات، وتوفير الحلول للازمة الاقتصادية والمالية..
اما البطريرك الماروني الذي كان اول المهنئين للرئيس دياب باتصال هاتفي فقد دعا الجميع الى عدم التسرع بالتشكيك بالحكومة او الرفض لها، بل منحها فرصة، معتبرا أن تكسير الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرقات لا تجوز في هذه المرحلة..
مرحلة جديدة مع حكومة جديدة في لبنان رحب الامين العام للامم المتحدة بها مبديا كل تعاون معها، وكذلك فرنسا التي ابدت عبر رئيسها الاستعداد للقيام بكل شيء لمساعدة اللبنانيين في الأزمة التي يمرون بها..