هدوء في طرابلس، بعد نار اشعلتها اليد الممسكة بالدولار، ومعها الايادي السياسية الممسكة باوجاع الناس والمستثمرة في فقرهم حيث تشاء.. خلط الوجع بالغضب، وتسلل الشغب من بينهما بفعل فاعل ليصيب الجيش والقوى الامنية ويحرق آليات عسكرية ومصارف ومحال تجارية، والحصيلة عشرات الجرحى من العسكريين، وضحية من الطرابلسيين متأثرا بجراح الامس. ما جرى في طرابلس عاوده آخرون على طريق الناعمة، حيث قطعوا الطريق الساحلية وتهجموا على الجيش، وتظاهر آخرون عند جسر الرينغ وفي ساحة الشهداء وقصقص في بيروت..
رئيس الحكومة حسان دياب أيد مطالب الموجوعين بمحاسبة الفاسدين الذين تسببوا بالانهيار، وأكد انه مع كل تعبير ديمقراطي، لكنه رفض المحاولات الخبيثة لتشويهه وحرفه عن مساره ، ما يؤشر إلى وجود نوايا خبيثة خلف الكواليس لهز الاستقرار الأمني، قال الرئيس دياب، وهذا لعب بالنار، وسيحرق أصابع أولئك الذين يريدون الاستثمار بدماء الناس لمصالحهم ..
اما الحكومة فماضية في تلبية مطالب اللبنانيين بمكافحة الفساد كما أكد رئيسها، ولا شيء يردعها عن الاستمرار في مواجهة هذا التحدي، وهي عقدت جلسة اليوم أقرت خلالها اربعة تدابير فورية لمكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة، والعمل مستمر لوضع اللمسات الاخيرة على الخطة الاصلاحية على ان تتوالى الجلسات الحكومية غدا في السراي والخميس في بعبدا.
خطة اذا ما اقرت فسوف نتلمس حينها بداية حلول للازمات الراهنة، كما قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث لاذاعة النور، فالحكومة قوية وثابتة ومتماسكة وهي بدأت خطوات عملية من أجل وضع البلد على الخط الصحيح. الشيخ قاسم رأى ان حاكم مصرف لبنان يتحمل مسؤولية ما وصلنا إليه لكن ليس لوحده، ومسألة المصرف المركزي تناقش داخل الحكومة وليس في الإعلام..
وللاعلام وللرأي العام واصحاب المخيلات الواسعة، أكد الرئيس نبيه بري متانة العلاقة بين حركة أمل وحزب الله، وكل من يريد اختراع خلاف بينهما، كمن يسعى ليرتوي من جدول لا ماء فيه، قال الرئيس بري، فليست الحركة ولا الحزب من يضيع البوصلة في الأوقات الدقيقة من عمر الوطن ..