فرضت عطلة الاعياد حضورها على الواقع السياسي في لبنان، بانتظار الاطلالة التلفزيونية لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون غدا، وغلبت المواعظ والعظات الداعية الى ضرورة الوئام بين اللبنانيين للخروج من الازمة مع تسجيل أسم صادم في صفوف النساك في لبنان، الا ان الخبر بقي يمنيا ميمونا حيث نساك الليل ليوث النهار، فقد نجحت القوات المسلحة في تحرير مساحة اجمالية تقدر بالف ومئتي كليومتر مربع لتصبح محافظة الجوف الحدودية مع السعودية محررة بالكامل.
المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية توعد بمرحلة جديدة من التصدي لمشروع العدوان داعيا كل الاحرار الى المشاركة الفاعلة في معركة الاستقلال. وفي المقلب الاخر، مؤتمر صحافي لما يسمى بالتحالف الدولي بقيادة السعودية، أغرب ما قاله المتحدث باسمه تركي المالكي أنَّ الرياض تمارس صبرا استراتيجيا، وفي معرض الحديث عن انجازات التحالف أورد ارقاما تشكل في الواقع احتفالا بالنصر اليمني، وافلاسا حقيقيا وضجيجا وصخبا لا طائلة منه لتحالف العدوان.
فاليمنيون نجحوا باطلاق ثمانمئة واحدى وخمسين طائرة مسيرة واربعمئة وثلاثين صاروخا بالستيا ومئة زورق مفخخ قال المالكي الذي بدى من حيث لا يدري كمن يسخر من ذاته وتحالفه الغارق في الفشل والهزيمة.
أما في كيان الاحتلال فتولت قناة كان العبرية عبر سكاتش السخرية من التهديدات الاسرائيلية لايران مستعينة بخرائط تظهر فقط ثلاثة مواقع نووية ايرانية مشخصة كاهداف ، فيما النقاط التي تحدد الاهداف المرصودة في كيان الاحتلال تغطي الخريطة.
وبعيدا عن السخرية، وفي اجواء الميلاد، فان من أجمل ما قيل في الحمقى ما نقل عن السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام: داويت المرضى فشفيتم باذن الله، وأبرأت الاكمه والابرص باذن الله، وعالجت الموتى فشفيتهم باذن الله، لكن عالجت الاحمق فلم اقدر على اصلاحه.