إنَّها العتمةْ.. الـ”آهْ” اللبنانيةُ اليوميةُ التي تَلهجُ بها قلوبُ وعقولُ الموجوعين، وعنها تُصَمُّ آذانُ المسؤولين..
فساعةٌ كهربائيةٌ اليومَ باتت بالنسبةِ للمواطنِ اللبناني أهمَّ من كلِ اجتهاداتِكم الدستوريةْ ومناكفاتِكم السياسيةْ .. وإنَّ بها ومنها تكونُ الميثاقيةُ واحترامُ الدستورِ واتفاقِ الطائف وكلِ المسمياتِ الموضوعةِ زوراً كحاجزٍ بين المواطنِ وبعضِ حقِّهِ من الكهرباءِ والماءِ وكلِ عجلةِ الحياةْ، وكفى لعباً على خطوطِ توترِها العالي كمصارعي السومو وتَحتَكُمْ انقاضُ المستشفياتِ ومرضاها والمدارسُ وطلابُها والاسواقُ وما تبقَّى من روَّادِها..
فهلْ من يستفيقُ لحالِ الناسِ ويكفُّ عن التذرعِ بمئةِ حُجَّةٍ من هنا وهناك؟ وهل من يَنبضُ ضميرُهُ ولو لمرةٍ او يرفُ قلبُهُ ولو لبُرهةٍ فيشفقُ على البلدِ الذي رَضِيَ بالعتمةِ السياسيةِ لكنَّه لم يعدْ يتحمَّلُ العتمةَ الكهربائيةْ؟
ومن العتمةِ الى بصيصِ حلٍ على خطِ ازمةٍ اخرى، حيث وَعَدَ المديرُ العامْ للامنِ العامْ اللواء عباس ابراهيم أنَّ أزمةَ الجوازاتِ في طريقِها الى الحلْ قبلَ منتصفِ الشهرِ المقبلِ، لكنَّه لم يَرَ تأشيراتٍ سياسيةٍ للحلولِ الرئاسيةْ، ولم يرَ بصيصَ أملٍ قريبٍ حتى كذاكَ الذي كان يتحلَّى بهِ زَمنَ التفاوضِ مع الجماعاتِ الارهابيةِ لتحريرِ الرهائنْ، حيث أنَّ مهمةَ التفاوضِ بين متاريسِ الازمةِ السياسيةِ لتحريرِ اللبنانيين أشبهُ بالمُهمَّةِ الانتحاريةِ، بحسبِ اللواء ابراهيم ..
وبحسبِ المتوقَّعِ، فانَّ انتهاءَ عطلةِ الاعيادِ سيَفتَحُ البلادَ على اسبوعِ معاودةِ العَجَلَةِ السياسيةِ، لكنَّها قد لا تكونُ كما قبلَها من ناحيةَ الجلساتِ النيابيةِ لانتخابِ رئيسٍ للجمهوريةْ، حيث الوُجهةُ الى إدخالِ أسماءَ جديدةٍ الى الحلبةِ الرئاسيةِ، دونَ ايِ تغييرٍ في الحِسبةِ النهائيةِ التي لا يُغيّرُها إلاَّ خيارُ الحوار.. أمَّا حكومياً، فانَّ توتراً عالياً تَنتظرُهُ البلادُ مع الحديثِ عن النيةِ للدعوةِ الى جلسةٍ حكوميةٍ، بعنوانٍ كهربائي ..