بعد النقاش بالاعلام ، بدأ النقاش الجدي المفترض ان يكون بالارقام لبنود الموازنة العامة وفقراتها، وان كانت المهمة ليست سهلة، فان ثابتتين تحكمان النقاش : ضرورة الاسراع باقرارها واحالتها الى مجلس النواب قبل انتهاء العقد العادي للمجلس، وعدم المساس بالمكتسبات الحقيقية لاي من القطاعات العامة حسبما قطع وزير المال علي حسن خليل.
لكن ما تكشفت عنه النقاشات الاولية افضى الى ارقام مخيفة، فنسبة النمو الحقيقي لعام الفين وثمانية عشر اقل من واحد بالمئة قال خليل، ونسبة العجز اعلى بكثير مما كان مقدرا.
وان كانت النظرة الى الواقع الاقتصادي وازماته نسبية بين الافرقاء، فان الارقام قدرت معطيات جديدة، وعليه فان الهدف الاستراتيجي المتفق عليه هو الوصول لتخفيض نسبة العجز بالقياس الى الناتج المحلي، وتحت سقفه كل نقاش مسموح قال خليل .
قول وزير الاقتصاد منصور بطيش لم يكن بعيدا وإن لم يكن متطابقا، فثلاثية المشكلة برأيه تكمن بتباطؤ النمو الاقتصادي، وتنامي العجز في حسابات لبنان الخارجية، وارتفاع عبء خدمة الدين العام.
ومقترحات الحل تبدأ من لجم التهرب الضريبي، وزيادة معدل الضريبة على فوائد الودائع والامتيازات التي تمنحها الدولة، ومكافحة التهريب، واتخاذ اجراءات لخفض خدمة الدين العام، وغيرها الكثير على لائحة المقترحات.
وحتى تتحول المقترحات الى قرارات بعد نقاشات محفوفة بضغط الواقع والشارع والوقت، فان حكومة الى العمل قررت العمل حتى في عيد العمال لتتوالى جلساتها بما فيها يوم غد الاربعاء حتى اقرار موازنتها.
عالميا، عدم الاتزان الاميركي وصل الى حد دعم انقلاب عسكري في فنزويلا، بعد ترنح خطوتهم الاولى مع رجلهم خوان غوايدو..فاحبط الجيش الخطوة الاميركية كما اعلن وزير الدفاع والرئاسة الفنزويلية.. ووجهوا صفعة لواشنطن التي اكتفت باعلانها مراقبة الامور عن كثب.