هو الميدان صاحب الكلمة الفصل عند كل استحقاق وأوان. تداعياته حاكمة في استقراء المستقبل في العسكر والسياسة في سوريا أولا، ومنها الى جنيف حيث حلبة المفاوضات المرتقبة، فاستغلال الهدنة لدى الجماعات الارهابية لاستعادة بضع نقاط فقدتها لن يبقي الجيش السوري وحلفاؤه مكتوفي الأيدي، والرد كما أعلن القائد الميداني لغرفة العمليات المشتركة في حلب وريفها سيطال كافة الجبهات، شمالا وجنوبا وغربا، ولن يقف امامه عائق.
وبعد سوريا، فإن للبنان نصيبا لما للواقع المتغير في البادية السورية حيث تدمر والقريتين من امتداد الى القلمون ومنه الى جرود عرسال، فإرهابيو داعش باتوا في طوق النار، فلا الصحراء عادت تمدهم بالسلاح ولا المسلحين ولا الى لبنان لهم خط عبور، فباتت خياراتهم أكثر صعوبة بفعل ضربات تلقوها مع نظرائهم من ارهابيي جبهة النصرة. تلك الضربات ما كانت لولا تصميم الجيش السوري والمقاومة على ابعاد اي تهديد للجماعات الارهابية على طرفي الجرود، سواء في تأمين الارياف الدمشقية او بتجاه العمق اللبناني، وهو ما أكده نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، فمشاركة حزب الله حمت لبنان واستقراره، ولولا هذه المشاركة، لكان ارهاب داعش في جوينة والضاحية وبيروت.
بيروت الغارقة في أزماتها لا تكاد تجد مخرجا من قضية لتقع بأخرى، ويزيد في تعقيداتها تدخلات سياسية وفضائح يراد لها ان توضع في خانة التسييس ليسهل على البعض التملص من حقائقها وحجب روائح التواطؤ والانغماس فيها بدءا من فضيحة الانترنت غير الشرعي التي أكد رئيس لجنة الاعلام والاتصالات حسن فضل الله اليوم انها بدأت تتدحرج ولن يوقفها شيء، فيما سجلت قضية الاتجار بالبشر دمغا بالشمع الأحمر لعيادة طبيب عمليات الإجهاض والملاحقات مستمرة.