تستمر مملكة الخير بتصعيدها المتدحرج ضد لبنان، جاعلة من الحبة قبة .. فهي اذ لم تكتف باستغلال إلغاء الهبة غير الموجودة اصلا، للتخريب بين اللبنانيين، تستمر في ضخ مناخ بالغ السلبية، متوعدة بالمزيد من الإجراءات العقابية، لبلد لم يرتض دور المطيع، في زمرة القطيع.
والسؤال المطروح، هل من أجندة خفية تسير المملكة في هديها، وماذا يمكن أن تحمله هذه الأجندة من بنود وشروط؟ وفي سبيل من ولخدمة من؟.
هل ما تقوم به السعودية من محاولات لنبذ لبنان وعزله يخدم العروبة والإجماع العربي، وكيف؟ هل يخدم حلفاءها والمحسوبين عليها في البلد؟ أم أن الإرتجال والإنفعال وردود الفعل المتهورة هي المسيطرة على عقول البعض والمتحكمة بسياساتهم، خاصة إذا صح ما نقل عن قيادات في المملكة ادعت قومية عربية مستجدة، نفتْها عن زعامات تاريخية في طليعتها جمال عبد الناصر، بأنها تريد الدفاع عن العرب، في وجه أخطار داهمة مزعومة، ليس فيها مكان لإسرائيل ولا للتكفيريين.
هل يعي هؤلاء أن منطق الثأر والإنتقام لا يصلح سياسة في هذا الزمن؟ وهل يرعوون عن التمادي في طغيانهم قبل فوات الأوان؟ . فالدول والأوطان والعباد لا يمكن أن تدار أو تحكم بمنطق الظلم والأحقاد.