جمعةٌ عظيمةٌ على طريقِ آلامِ السيد المسيح، من بيتَ لحم الى باحاتِ الاقصى، وغزةَ المعلقةِ على خشبةِ اِخوتِها تعاني آلامَ الجميع..
واعظمُ ما في المشهد، الدمُ الفلسطينيُ النازفُ على مساحةِ قطاعِ غزة يَغسلُ عارَ الاقربينَ والابعدين، ويؤكدُ انَ قيامةَ فلسطين الجريحةِ آتيةٌ لا محالة، بنصرٍ سيكونُ عظيماً..
قَرعت كنائسُ غزةَ ما تبقى من اجراسِها بيومِ الجمعةِ العظيمة، مُعِينةً اصواتَ المآذنِ على تكبيراتِ الصمود، وجولاتِ النزالِ معَ عدوٍ لا يزالُ يكابرُ بلا حدود، وما كانت الاجراسُ لتقرعَ على مساحةِ فلسطينَ واكنافِها لولا انَ سواعدَ سُمراً تقارعُ المحتلَ وعدوانيتَه،وترفعُ ترانيمَ الحقِّ بوجهِ الحقدِ الصهيوني.
حقدٌ يأكلُ ابناءَه ممن يتناحرونَ على مناصبَ شخصيةٍ فيما كيانُهم غارقٌ باعظمِ مآسيهِ المفصلية. ولن تُنجِدَهُم العنترياتُ ولا التصريحاتُ والتهويلات، ولا حتى رفعُ مستوى الاجرامِ والتمادي على شتى الجبهاتِ محاولةً كسبَ نقاطٍ وهميةٍ امامَ مجتمعِهم المحبطِ من اداءِ السياسةِ والميدان..
بأداءٍ متقنٍ كانت صواريخُ المقاومةِ تؤَدّبُ المحتلَّ المتماديَ في اجرامِه، وفيما كانت بيئتُها تُشيّعُ شهداءَها وتزفُ ثلةً مباركةً على طريقِ القدس، كانَ مجاهدوها يسلكونَ الطريقَ الوحيدَ الذي يفهمُه العدو، طريقاً عبَرتهُ صواريخُ بركان التي زلزلت مستعمراتِ الشمال، وصواريخُ فلق التي تلاحقُ شرَّ المخلوقاتِ في مواقعِهم المنتشرةِ على اكثرَ من منطقةٍ في الجليل..
اما منطقُ التهديدِ الذي يهربُ اليه وزيرُ حربِهم الغارقُ في خيباتِه يوآف غالنت، فقد سَخِرَ منه مستوطنو الشمال قبلَ اهالي جنوبِ لبنان، وهم يَسمعونَ الخائبَ الذي يهددُ منذُ اشهرٍ خمسةٍ بحربٍ لن تُبقيَ ولن تذَرَ اذا ما استمرت المقاومةُ باسنادِ غزة، فيما مستوطناتُهم على طولِ الحدودِ معَ لبنانَ معدومةُ الحياة. فهو وزملاؤه يُديرونَ حرباً منذُ ستةِ اشهرٍ نجحوا خلالَها بخلقِ مشاكلَ عالميةٍ حتى معَ الولاياتِ المتحدةِ الاميركيةِ وفشلوا بهزيمةِ حماس ونجحوا باحتجازِ السكانِ في الشمال خلفَ حزامٍ امنيٍّ داخلَ الكيان، بحسَبِ المحللِ الصهيوني “نداف هتسني”.