لم يعد السؤال: ماذا يريد “حزب الله” من تعطيل عملية تأليف الحكومة؟، بل أصبح السؤال: لماذا يريد “حزب الله” معاقبة اللبنانيين بعرقلة تأليف الحكومة ولمصلحة من؟.
ف”حزب الله” يبدو انه ما زال يعمل على خط تأخير تشكيل الحكومة، والمواقف التي تصدر عن قياداته وعدد من نوابه تفيد بمعلومة واحدة، إن “حزب الله” لا يستعجل تأليف الحكومة. والحزب في هذا المجال يتخذ من النواب الستة وسيلة لتغطية قرار تم سحبه في ربع الساعة الأخير، حين تم التوافق على التشكيلة وتهيأت دوائر قصر بعبدا لاصدار مراسيم تأليفها.
سحب “حزب الله” بساط التأليف في الساعات الأخيرة، مراهنا على ان يكون ل”القوات اللبنانية” موقف يعترض على التأليف ويعلن العزوف عن المشاركة. نواب الحزب يقولون إنه ومنذ الساعات الأولى للتكليف، طالبوا بتمثيل النواب الستة، لكنهم أغفلوا حقيقة انه ومنذ الساعات الأولى أتاهم جواب الرئيس المكلف بالرفض، فيما كانت مطالباتهم الخجولة كافية للدلالة على عدم جدية الموضوع، في حين أتى سحب ورقة التمثيل السني في الوقت غير المناسب، باعتراف رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي عبر بصدق وصراحة عن موقف يتقاطع في الشكل والمضمون مع موقف الرئيس سعد الحريري.
معاقبة “حزب الله” للبنانيين تتزامن مع بدء دخول الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على ايران حيز التنفيذ، وهي عقوبات قال عنها وزير الخارجية الأميركية انها تهدف إلى إجبار ايران على التخلي عن أنشطتها المدمرة.
بالتزامن أيضا شهدت التطورات العسكرية في اليمن تقدما للقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي على محاور “الحديدة”، بعدما سيطرت على مداخل المدينة الشرقية والجنوبية والشمالية، وتتركز المعارك في الأحياء الداخلية، في وقت سجلت عمليات نوعية للقوات اليمنية في جبال “مران” من خلال انزالات جوية تمكنت في خلالها من السيطرة على عدد من القرى والتلال الاستراتيجية.