هو يوم أبيض في لبنان، كما كانت أيام المصالحات الممتدة من اتفاق الطائف حتى اليوم. الطائف الذي قام على إنهاء الحرب، واستعادة الدولة هيبتها، وسحب سلاح الميليشيات، والمصالحة بين اللبنانيين لينهض لبنان من تحت أنقاض الحروب العبثية.
هو يوم المصالحة الشمالية، المسيحية، الوطنية، بين المردة والقوات، في لقاء تاريخي بين سمير جعجع وسليمان فرنجية، برعاية البطريرك الراعي ومباركته.
يوم أبعد من السياسة وأعمق من الخلافات الآنية والتحالفات العابرة، كأنه استكمال لتطبيق اتفاق الطائف، ولو متأخرا، في لحظة تهديد الطائف، وتهديد أسس الدستور، وتهديد ما قام عليه لبنان خلال العقود الثلاثة الماضية.
الطائف، الذي أعلن الرئيس سعد الحريري أمس أنه لا يمكن أن يقبل بخربطته وخلق أعراف جديدة لإدارة الحكم في البلد والتعدي على الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.
هو يوم أبيض للبنان، ودليل على أن الطائف هو العقد الاجتماعي الذي يجمعنا، بفكرة المصالحات، وليس بالتهديد والوعيد، ولا بالتعطيل والتهويل. وهو صفحة بيضاء تطوي صفحات من الألم والعداء والقلق. كما قال الرئيس الحريري في تغريدته الذي كان اول المباركين للحدث الكبير.