العواصف لا تتوقف. عاصفة مرشّح، تليها عاصفة ثلجية، لا يأتي البرد ولا تأتي الانتخابات. ثم عاصفة أخرى. صقيع شديد. يأتي البرد. ولا تأتي الانتخابات، و”عِشرين مرّة إجا وراح التلج” ولا تأتي الانتخابات.
مرشّحان للرئاسة، سليمان فرنجية وميشال عون، وحزب الله لا يفرج عن الانتخابات الرئاسية. وكرسي بعبدا مخطوف، والخاطف في القضاء نفسه، على بعد كيلومترات، في حارة حريك، ينتظر الإشارة الإيرانية والتحدي امام حزب الله جلسة الثامن من شباط.
تماما كما ينتظر جبران باسيل، وزير خارجية حزب الله، إشارة إيران، ليزيد من الشرخ في علاقات لبنان الرسمي بجيرانه وإخوانه العرب ،وبعد القاهرة والقمة الإسلامية، تستمرّ وزارة الخارجية في زرع الشقاق، وإثبات أنّ عون وصهره باسيل جزءٌ من الخارجية الإيرانية، ولا يعبّران عن لبنان وإرادة أبنائه.
وقد ضاق العرب ذرعا، وبدأ الإعلام الخليجي يظهّر هذا الضيق في مقالات عديدة خلال الساعات الماضية تدعو إلى معاملة لبنان، واللبنانيين، بالمثل فهنا مقال يدعو إلى مراجعة العلاقة بلبنان، وهناك مقال يدعو إلى طرد اللبنانيين من الخليج… فيما إعلام حزب الله وقياداتُه يواصلون تهجمهم على المملكة العربية السعودية.
بلا خجل يشتمون السعودية صباحا، ويطلبون أموالَها ظهرا، ويعودون إلى شتمها مساءً. بلا خجل يريد حزب الله، بإعلامه ونوابه، أن يأخذوا من العرب كلّ شيء، وفي المقابل أن يقفوا مع إيران حتّى حين يطلب العرب موقفاً فيه الحدّ الأدنى من التضامن العربي، مع دولة انتُهكت سيادتُها بالاعتداء على سفارتها في مخالفة موثّقة للقوانين الدولية.
إنّه زمن الوقاحة الإيرانية، بأسيادها وعبيدها، لكنّه أيضاً زمن الحزم العربي في مواجهة هذه الوقاحة، ودائما يتسبّب حزب الله للبنانيين بالخراب والدمار.