IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “المستقبل” المسائية ليوم الثلثاء في 08/01/2019

لبنان الممزق سياسيا بفعل عواصف التعطيل، منذ الصيف الماضي، جاءت العاصفة نورما لتقطع أوصاله أكثر وأكثر، ولتكشف عورات بنيته التحتية المهلهلة، وقدراته المتآكلة، على مواجهة الكوارث.

ولئن كانت الازمة الاقتصادية والمالية قاب قوسين أو أدنى، فإن كوارث المناخ أكثر قدرة على الإقناع. لكن الكارثة الأقسى تقترب، ومن يعش سيرى، أن لبنان بلا حكومة فاعلة، وبلا تنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر”، قد يذهب نحو اوضاع صعبة جدا، أين منها الااضرار التي تركتها نورما.

الرئيس المكلف سعد الحريري ومنذ لحظة تكليفه عقد عشرات الاجتماعات منها المعلن ومنها غير المعلن مع جميع الكتل النيابية ومختلف القوى السياسية. كذلك قاد سلسلة اتصالات وأطلق جملة مبادرات لتسهيل ولادة حكومة وفاق وطني لمواجهة ما ينتظر لبنان من تحديات. لكن لا تندهوا ما في حدا.

الثلوج لامست الخمسمئة متر اليوم، وغدا لا مدارس ولا ثانويات ستفتح أبوابها.

مخيمات النازحين الهاربين من جنرال الموت، تقبع تحت سطوة الجنرال الأبيض، واللبنانيون مدعوون لملازمة منازلهم ما أمكنهم إلى ذلك سبيلا، خلال الساعات المقبلة.

وغدا ظهرا يذوب ثلج العاصفة ويبان مرج الأضرار والمآسي التي خلفتها. لكن المأساة الحكومية مستمرة. وقد ذكرت كتلة المستقبل بالفرصة التي أتيحت لولادة الحكومة عشية عيد الاستقلال قبل الإطاحة بالصيغة المقترحة وكذلك بالفرصة الثانية قبيل حلول العام المنصرم، وأكدت أن المحاولات المتجددة لرمي المسؤولية على الرئيس المكلف وتحميله تبعات التأخير في تشكيل الحكومة لن تنفع. ورأت فيها محاولة لحرف الانظار عن المكامن الحقيقية للازمة الحكومية، بهدف نقل الاشتباك من معسكر سياسي الى آخر، وتسويق اقتراحات يدرك اصحابها سلفا انها منتهية الصلاحية منذ الأيام الأولى للتكليف.