ماذا يريد فعلا حزب الله ؟ هل يريد خوض الحرب ضد الهدر والفساد أم يريد خوض الحرب ضد الارث السياسي والاعماري والاقتصادي للرئيس الشهيد رفيق الحريري ؟
هل يريد المحافظة على المال العام للدولة اللبنانية ام يسعى للمحافظة على ماء الوجه حيال السياسات التي أغرقت البلاد بسيل من المخالفات والتعديات والتجاوزات القانونية.
اسئلة كثيرة على هذاالقياس نطرحها اليوم، بعد أن بلغت الامور بحزب الله وبعض مسؤوليه ونوابه، حدود الخروج على قواعد الاستقرار السياسي والتغطية على مشاكله الخاصه وارتفاع منسوب النقد والادانة لسياساته الاجتماعية في بيئته الشعبية ليرمي بها دفعة واحدة في اتجاه الآخرين .
وفي اتجاه من، وهل هناك لحزب الله اهداف افضل من تلك التي تصيب بالاذى المعنوي والسياسي التاريخ المشهود للرئيس رفيق الحريري ورفاق دربه ومسيرته؟
حزب الله يكرر الخطأ الذي تناوبت عليه جهات داخلية واقليمية عديدة. يكرر الخطأ الذي ارتكبته ادوات النظام الامني اللبناني – السوري المشترك في اواخر التسعينات، ويعمل بوصايا مرشدي التطاول على رفيق الحريري وفريقه في تلك المرحلة .
والتهويل الذي كلف به الحزب احد نوابه، لن يمر مرورالكرام، واللبنانيون سيسألونه عن كلفة سياساته الامنية والعسكرية وكلفة المخالفات التي لا تتوقف عند حدود على المالية العامة للدولة وعلى مصلحة لبنان واللبنانيين .
الرئيس فؤاد السنيورة الذي يرد الجمعة بمؤتمر صحافي قال في بيان عن مكتبه الاعلامي :”من سخرية القدر ان المرتكب يحاول ان يتهم الآخرين بما تفنن هو في ارتكابه” وبالتوازي وجدت كتلة المستقبل في بعض المطالعات التي استفاقت مؤخراً على وجود هدر وفساد في الادارة اللبنانية، افتراء لن يمر للاقتصاص من النهج الذي ساهم في إعمار البلد وتطوير الاقتصاد وتوفير مقومات الاستقرار الاجتماعي في البلاد.